کد مطلب:90508 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:280

خطبة له علیه السلام (21)-یبیّن فیها فضله و علمه و تتضمن إخبا















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذی إِلَیْهِ مَصَائِرُ الْخَلْقِ وَ عَوَاقِبُ الأَمْرِ.

نَحْمَدُهُ عَلی عَظیمِ إِحْسَانِهِ، وَ نَیِّرِ بُرْهَانِهِ، وَ نَوَامی فَضْلِهِ وَ امْتِنَانِهِ.

حَمْداً یَكُونُ لِحَقِّهِ قَضَاءً، وَ لِشُكْرِهِ أَدَاءً، وَ إِلی ثَوَابِهِ مُقَرِّباً، وَ لِحُسْنِ مَزیدِهِ مُوجِباً.

وَ نَسْتَعینُ بِهِ اسْتِعَانَةَ رَاجٍ لِفَضْلِهِ، مُؤَمِّلٍ لِنَفْعِهِ، وَاثِقٍ بِدَفْعِهِ، مُعْتَرِفٍ لَهُ بِالطَّوْلِ، مُذْعِنٍ لَهُ بِالْعَمَلِ وَ الْقَوْلِ.

وَ نُؤْمِنُ بِهِ إِیمَانَ مَنْ رَجَاهُ مُوقِناً، وَ أَنَابَ إِلَیْهِ مُؤْمِناً، وَ خَنَعَ[1] لَهُ مُذْعِناً، وَ أَخْلَصَ لَهُ مُوَحِّداً،

وَ عَظَّمَهُ مُمَجِّداً، وَ لاَذَ بِهِ رَاغِباً مُجْتَهِداً.

وَ أَحْمَدُ اللَّهَ وَ أَسْتَعینُهُ عَلی مَدَاحِرِ الشَّیْطَانِ وَ مَزَاجِرِهِ، وَ الاِعْتِصَامِ مِنْ حَبَائِلِهِ[2] وَ مَخَاتِلِهِ.

[صفحه 260]

وَ أَتَوَكَّلُ عَلَی اللَّهِ تَوَكُّلَ الإِنَابَةِ إِلَیْهِ، وَ أَسْتَرْشِدُهُ السَّبیلَ الْمُؤَدِّیَةَ إِلی جَنَّتِهِ، الْقَاصِدَةَ إِلی مَحَلِّ رَغْبَتِهِ.

وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَریكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً [ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ] عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَ نَجیبُهُ وَ صَفْوَتُهُ، لاَ یُوازی فَضْلُهُ، وَ لاَ یُجْبَرُ فَقْدُهُ.

أَضَاءَتْ بِهِ الْبِلاَدُ بَعْدَ الضَّلاَلَةِ الْمُظْلِمَةِ، وَ الْجَهَالَةِ الْغَالِبَةِ، وَ الْجَفْوَةِ الْجَافِیَةِ، وَ النَّاسُ یَسْتَحِلُّونَ الْحَریمَ، وَ یَسْتَذِلُّونَ الْحَلیمَ[3]، یَحْیَوْنَ عَلی فَتْرَةٍ، وَ یَمُوتُونَ عَلی كَفْرَةٍ.

أَمَّا بَعْدَ، أَیُّهَا النَّاسُ، أَنَا[4] الَّذی[5] فَقَأْتُ عَیْنَ الْفِتْنَةِ، شَرْقِیِّهَا وَ غَرْبِیِّهَا، وَ مُنَافِقِهَا وَ مَارِقِهَا[6]، وَ لَمْ یَكُنْ لِیَجْتَرِئَ[7] عَلَیْهَا أَحَدٌ غَیْری، بَعْدَ أَنْ مَاجَ غَیْهَبُهَا، وَ اشْتَدَّ كَلَبُهَا.

وَ أَیْمُ اللَّهِ، لَوْ لَمْ أَكُ فیكُمْ[8] لَمَا قُوتِلَ أَصْحَابُ الْجَمَلِ النَّاكِثُونَ، وَ لاَ أَهْلُ صِفّینَ الْقَاسِطُونَ،

وَ لاَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ الْمَارِقُونَ[9].

فَقُمْتُ بِالأَمْرِ حینَ فَشِلُوا، وَ تَطَلَّعْتُ حینَ تَقَبَّعُوا[10]، وَ تَلَطَّفْتُ حینَ تَتَعْتَعُوا، وَ نَطَقْتُ حینَ تَمَنَّعُوا، وَ مَضَیْتُ بِنُورِ اللَّهِ حینَ وَقَفُوا، وَ كُنْتُ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً، وَ أَعْلاَهُمْ فَوْتاً، فَطِرْتُ[11].

بِعِنَانِهَا، وَ اسْتَبْدَدْتُ بِرِهَانِهَا، كَالْجَبَلِ الرَّاسِخِ[12]، لاَ تُحَرِّكُهُ الْقَوَاصِفُ، وَ لاَ تُزیلُهُ الْعَوَاصِفُ.

[صفحه 261]

لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ فِیَّ مَهْمَزٌ، وَ لاَ لِقَائِلٍ فِیَّ مَغْمَزٌ.

اَلذَّلیلُ عَنْدی عَزیزٌ حَتَّی آخُذَ الْحَقَّ لَهُ، وَ الْقَوِیُّ عِنْدی ضَعیفٌ حَتَّی آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ.

رَضینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَ سَلَّمْنَا لَهُ[13] أَمْرَهُ.

إِنَّ قُرَیْشاً طَلَبَتِ السَّعَادَةَ فَشَقِیَتْ، وَ طَلَبَتِ النَّجَاةَ فَهَلَكَتْ، وَ طَلَبَتِ الْهِدَایَةَ فَضَلَّتْ.

إِنَّ قُرَیْشاً قَدْ أَضَلَّتْ أَهْلَ دَهْرِهَا وَ مَنْ یَأْتی مِنْ بَعْدِهَا مِنَ الْقُرُونِ.

أَلَمْ یَسْمَعُوا، وَیْحَهُمْ، قَوْلَهُ تَعَالی: وَ الَّذینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ[14].

فَأَیْنَ الْمُعْدِلُ وَ الْمُنْزِعُ عَنْ ذُرِّیَّةِ الرَّسُولِ، الَّذینَ شَیَّدَ اللَّهُ بُنْیَانَهُمْ فَوْقَ بُنْیَانِهِمْ، وَ أَعْلی رُؤُوسَهُمْ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ، وَ اخْتَارَهُمْ عَلَیْهِمْ[15].

أَیْنَ الَّذینَ زَعَمُوا أَنَّهُمُ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ دُونَنَا كَذِباً وَ بَغْیاً عَلَیْنَا وَ حَسَداً لَنَا[16]، أَنْ رَفَعَنَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ[17] وَ وَضَعَهُمْ، وَ أَعْطَانَا وَ حَرَمَهُمْ، وَ أَدْخَلَنَا وَ أَخْرَجَهُمْ؟.

بِنَا یُسْتَعْطَی الْهُدی [ لاَ بِهِمْ، ] وَ بِنَا یُسْتَجْلَی الْعَمی لاَ بِهِمْ[18].

إِنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ قُرَیْشٍ، غُرِسُوا فی هذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ، لاَ تَصْلُحُ عَلی سِوَاهُمْ، وَ لاَ تَصْلُحُ الْوُلاَةُ مِنْ غَیْرِهِمْ.

إِنَّ أَمْرَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ[19] صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ، خَشِنٌ مُخْشَوْشِنٌ، سِرٌّ مُسْتَسِرٌّ مُقَنَّعٌ، لاَ یَعْرِفُ كُنْهَهُ[20] [ وَ ] لاَ یَحْتَمِلُهُ إِلاَّ ثَلاَثَةٌ:

مَلَكٌ مُقَرَّبٌ. أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ. أَوْ[21] عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ[22] قَلْبَهُ لِلإیمَانِ.

[صفحه 262]

وَ لاَ یَعی حَدیثَنَا إِلاَّ صُدُورٌ أَمینَةٌ، وَ أَحْلاَمٌ رَزینَةٌ، فَإِذَا انْكَشَفَ لَكُمْ سِرٌّ أَوْ وَضَحَ لَكُمْ أَمْرٌ فَاقْبَلُوهُ، وَ إِلاَّ فَاسْكُتُوا تَسْلَمُوا، وَ رُدُّوا عِلْمَهُ إِلَی اللَّهِ تَعَالی، وَ لاَ تَكُونُوا مَذَاییعَ عُجُلاً، فَإِنَّكُمْ فی أَوْسَعِ مِمَّا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الأَرْضِ[23].

وَ الْهِجْرَةُ قَائِمَةٌ عَلی حَدِّهَا الأَوَّلِ، مَا كَانَ للَّهِ تَعَالی فی أَهْلِ الأَرْضِ[24] حَاجَةٌ مِنْ مُسْتَسِرِّ الإِمَّةِ وَ مُعْلِنِهَا.

وَ لاَ یَقَعُ اسْمُ الْهِجْرَةِ عَلی أَحَدٍ إِلاَّ بِمَعْرِفَةِ الْحُجَّةِ فِی الأَرْضِ، فَمَنْ عَرَفَهَا، وَ أَقَرَّ بِهَا، فَهُوَ مُهَاجِرٌ، وَ لاَ یَقَعُ اسْمُ الاِسْتِضْعَافِ عَلی مَنْ بَلَغَتْهُ الْحُجَّةُ، فَسَمِعَتْهَا أُذُنُهُ، وَ وَعَاهَا قَلْبُهُ.

أَیُّهَا النَّاسُ، إِنّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَقُولُ: یَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتی حُدَّاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، یَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ لَیِّناً رَطْباً، لَیْسَ قِرَاءَتُكُمْ إلی قِرَاءَتِهِمْ بِشَیْ ءٍ، وَ لاَ صَلاَتُكُمْ إِلی صَلاَتِهِمْ بِشَیْ ءٍ، وَ لاَ صِیَامُكُمْ إِلی صِیَامِهِمْ بِشَیْ ءٍ، یَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ یَحْسَبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَ هُوَ عَلَیْهِمْ،

یَقُولُونَ مِنْ خَیْرِ قَوْلِ الْبَرِیَّةِ، لاَ تَجَاوَزُ صَلاَتُهُمْ تَراقیهِمْ، یَمْرُقُونَ مِنَ الدّینِ كَمَا یَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِیَّةِ، یَخْرُجُونَ عَلی خَیْرِ فِرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ، یَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَ یَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ وَ ثَمُودَ.

وَ أَیْمُ اللَّهِ، لَوْ لاَ أَخْشی أَنْ تَتَكَاسَلُوا[25] فَتَدَعُوا الْعَمَلَ لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا قَضَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلی لِسَانِ نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِمَنْ قَاتَلَ هؤُلاَءِ الْقَوْمِ مُبْصِراً لِضَلاَلَتِهِمْ، عَارِفاً لِلْهُدَی الَّذی نَحْنُ عَلَیْهِ.

وَ آیَةُ ذَلِكَ أَنَّ فیهِمْ رَجُلاً لَهُ عَضُدٌ لَیْسَ لَهَا ذِرَاعٌ، عَلی رَأْسِ عَضُدِهِ مِثْلُ حَلَمَهِ الثَّدْیِ، عَلَیْهِ شَعْرَاتٌ بیضٌ[26].

[صفحه 263]

أَتُرَانی أَكْذِبُ عَلی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟.

وَ اللَّهِ لَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ، فَلاَ أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ كَذَبَ عَلَیْهِ.

وَ أَنَا الصِّدّیقُ الأَكْبَرُ، آمَنْتُ قَبْلَ أَنْ یُؤْمِنَ أَبُو بَكْرٍ، وَ أَسْلَمْتُ قَبْلَ أَنْ یُسْلِمَ أَبُو بَكْرٍ، وَ صَلَّیْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَبْلَ أَنْ یُصَلِّیَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ.

أَنَا صَفِیُّ رَسُولِ اللَّهِ وَ صَاحِبُهُ، وَ أَنَا وَصِیُّهُ وَ خَلیفَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ.

أَنَا ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، وَ زَوْجُ ابْنَتِهِ، وَ أَبُو وُلْدِهِ.

أَنَا الْحُجَّةُ الْعُظْمی، وَ الآیَةُ الْكُبْری، وَ الْمَثَلُ الأَعْلی، وَ بَابُ النَّبِیِّ الْمُصْطَفی.

أَنَا وَارِثُ عِلْمِ الأَوَّلین، وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی الْعَالَمینَ بَعْدَ الأَنْبِیَاءِ وَ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیّینَ.

أَهْلُ مُوَالاَتی مَرْحُومُونَ، وَ أَهْلُ عَدَاوَتی مَلْعُونُونَ.

لَقَدْ كَانَ حَبیبی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَثیراً مَّا یَقُولُ: یَا عَلِیُّ، حُبُّكَ تَقْوی وَ إیمَانٌ وَ بُغْضُكَ كُفْرٌ وَ نِفَاقٌ، وَ أَنَا بَیْتُ الْحِكْمَةِ وَ أَنْتَ مِفْتَاحُهُ، كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنی وَ یُبْغِضُكَ[27].

أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْعِلْمَ یُقْبَضُ قَبْضاً سَریعاً، وَ إِنّی أُوشِكُ أَنْ تَفْقِدُونی[28]، فَاسْأَلُونی عَمَّا شِئْتُمْ[29].

سَلُونی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونی، فَإِنّی مُفَارِقُكُمْ، وَ إِنّی مَیِّتٌ عَنْ قَریبٍ أَوْ مَقْتُولٌ، بَلْ مَقْتُولٌ قَتْلاً[30].

مَا یَنْتَظِرُ[31] أَشْقَاهَا. عَهِدَ إِلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَتُخَضَّبُنَّ هذِهِ ( و ضرب بیده علی لحیته ) بِدَمِ هذَا ( وَ أَشار إلی رأسه )[32].

[صفحه 264]

یَا مَعَاشِرَ النَّاسِ، سَلُونی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونی، فَإِنَّمَا بَیْنَ الْجَوَانِحِ مِنّی عِلْمٌ جَمٌّ.

سَلُونی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونی،

هذَا سَفَطُ الْعِلْمِ.

هذَا لُعَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

هذَا مَا زَقَّنی رَسُولُ اللَّهِ زَقّاً مِنْ غَیْرِ وَحْیٍ أُوحِیَ إِلَیَّ.

أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ ثُنِیَتْ لِیَ وِسَادَةُ، فَجَلَسْتُ عَلَیْهَا، لأَفْتَیْتُ لأَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ، حَتَّی تَنْطِقَ لِیَ التَّوْرَاةُ فَتَقُولَ: صَدَقَ عَلِیٌّ مَا كَذَبَ. لَقَدْ أَفْتَاكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِیَّ. وَ أَفْتَیْتُ لأَهْلِ الإِنْجیلِ بِإِنْجیلِهِمْ حَتَّی یَنْطِقَ الإِنْجیلُ فَیَقُولَ: صَدَقَ عَلِیٌّ مَا كَذَبَ. لَقَدْ أَفْتَاكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِیَّ. وَ أَفْتَیْتُ لأَهْلِ الْقُرْآنِ بِقُرْآنِهِمْ، حَتَّی یَنْطِقَ الْقُرْآنُ فَیَقُولَ: صَدَقَ عَلِیٌّ مَا كَذَبَ. لَقَدْ أَفْتَاكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِیَّ.

وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْقُرْآنَ لَیْلاً وَ نَهَاراً فَهَلْ فیكُمْ أَحَدٌ یَعْلَمُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فیهِ؟.

أَیُّهَا النَّاسُ، سَلُونی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونی، لاَ یَقُولُهَا بَعْدی إِلاَّ مُدَّعٍ.

سَلُونی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونی[33]، فَلأَنَا بِطُرُقِ السَّمَاءِ أَعْلَمُ مِنّی بِطُرُقِ الأَرْضِ، قَبْلَ أَنْ تَشْغَرَ بِرِجْلِهَا فِتْنَةٌ صَمَّاءُ [ 2 ]، تَطَأُ فی خِطَامِهَا، وَ تَذْهَبُ بِأَحْلاَمِ قَوْمِهَا، فَیَا لَهَا مِنْ فِتْنَةٍ شَبَّتْ نَارُهَا بِالْحَطَبِ الْجَزْلِ، مُقْبِلَةٍ مِنْ شَرْقِ الأَرْضِ رَافِعَةٍ ذَیْلَهَا، دَاعِیَةٍ وَیْلَهَا، بِدِجْلَةَ أَوْ حَوْلَهَا. وَ سَیَجْمَعُ اللَّهُ لی أَهْلی كَمَا جَمَعَ لِیَعْقُوبَ شَمْلَهُ، وَ ذَاكَ إِذَا اسْتَدَارَ الْفَلَكُ، وَ قُلْتُمْ: ضَلَّ أَوْ هَلَكَ، وَ بِأَیِّ وَادٍ سَلَكَ؟.

سَلُونی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونی، فَإِنّی لاَ أُسْأَلُ عَنْ شَی ءٍ دُونَ الْعَرْشِ إِلاَّ أَخْبَرْتُ عَنْهُ.

أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، لَمْ یَقُلْهَا أَحَدٌ قَبْلی، وَ لاَ یَقُولُهَا أَحَدٌ بَعْدی إِلاَّ كَذَّابٌ مُفْتَرٍ.

وَرِثْتُ نَبِیَّ الرَّحْمَةِ، وَ نَكَحْتُ سَیِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

وَ أَنَا سَیِّدُ الْوَصِیّینَ، وَ وَصِیُّ سَیِّدِ النَّبِیّین.

[صفحه 265]

أَنَا إِمَامُ الْمُسْلِمینَ، وَ قَائِدُ الْمُتَّقینَ، وَ وَلِیُّ الْمُؤْمِنینَ.

وَ أَنَا أَمینُ اللَّهِ تَعَالی ذِكْرُهُ عَلی أَهْلِ الدُّنْیَا وَ خَازِنُ عَلْمِهِ وَ عَیْبَةُ سِرِّهِ، وَ حِجَابُهُ، وَ وَجْهُهُ، وَ صِرَاطُهُ،

وَ میزَانُهُ.

وَ أَنَا الْحَاشِرُ إِلی اللَّهِ، وَ أَنَا صَاحِبُ النَّشْرِ الأَوَّلِ وَ النَّشْرِ الآخِرِ.

وَ أَنَا كَلِمَةُ اللَّهِ الَّتی یَجْمَعُ بِهَا الْمُفْتَرَقَ، وَ یُفَرِّقُ بِهَا الْمُجْتَمَعَ.

وَ أَنَا أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنی، وَ أَمْثَالُهُ الْعُلْیَا، وَ آیَاتُهُ الْكُبْری.

أَنَا یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنینَ، وَ أَوَّلُ السَّابِقینَ، وَ آیَةُ النَّاطِقینَ، وَ إِمَامُ الْمُتَّقینَ، وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلینَ،

وَ خَاتَمُ الْوَصِیّینَ، وَ وَارِثُ النَّبِیّینَ، وَ خَلیفَةُ رَبِّ الْعَالَمینَ، وَ صِرَاطُ رَبِّیَ الْمُسْتَقیمُ، وَ فُسْطَاطُهُ، وَ الْحُجَّةُ عَلی أَهْلِ السَّموَاتِ وَ الأَرَضینَ وَ مَا فیهِمَا وَ مَا بَیْنَهُمَا.

وَ أَنَا الَّذِی احْتَجَّ اللَّهُ بِهِ عَلَیْكُمْ فِی ابْتِدَاءِ خَلْقِكُمْ.

وَ اللَّهِ إِنّی لَدَیَّانُ النَّاسِ یَوْمَ الدّینِ.

أَنَا قَسیمُ اللَّهِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النّارِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ، لاَ یَدْخُلُهُ [ مَا ] دَاخِلٌ إِلاَّ عَلی أَحَدِ قَسْمی.

وَ إِلَیَّ تَزْویجُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَ إِلَیَّ عَذَابُ أَهْلِ النَّارِ.

وَ أَنَا الصِّدّیقُ الأَكْبَرُ، وَ الْفَارُوقُ الأَعْظَمُ الَّذی أَفْرِقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ.

وَ أَنَا الإِمَامُ لِمَنْ بَعْدی، وَ الْمُؤَدّی عَمَّنْ كَانَ قَبْلی.

لاَ یَتَقَدَّمُنی أَحَدٌ إِلاَّ أَحْمَدُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. وَ إِنّی وَ إِیَّاهُ لَعَلی سَبیلٍ وَاحِدٍ، إِلاَّ أَنَّهُ هُوَ الْمَدْعُوُّ بِاسْمِهِ.

وَ لَقَدْ أَقَرَّ لی جَمیعُ الْمَلاَئِكَةِ وَ الرُّوحُ وَ الأَنْبِیَاءُ وَ الرُّسُلُ وَ الأَوْصِیَاءُ بِمِثْلِ مَا أَقَرُّوا بِهِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

وَ لَقَدْ حُمِلْتُ عَلی مِثْلِ حُمُولَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَ هِیَ حُمُولَةُ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ مَا یَفُوتُنی مَا عَمِلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ لاَ مَا طَلَبَ، وَ لاَ یَعْزُبُ عَلَیَّ مَا دَبَّ وَ دَرَجَ،

وَ مَا هَبَطَ وَ مَا عَرَجَ، وَ مَا غَسَقَ وَ [ مَا ] انْفَرَجَ.

وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَیُدْعی فَیُكْسی، وَ یُسْتَنْطَقُ فَیُنْطَقُ، ثُمَّ أُدْعی فَأُكْسی، وَ أُسْتَنْطَقُ فَأَنْطِقُ عَلی حَدِّ مَنْطِقِهِ.

وَ لَقَدْ أُعْطیتُ خِصالاً لَمْ یُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلی سِوَی النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:

[صفحه 266]

بُصِّرْتُ سُبُلَ الْكِتَابِ، وَ فُتِحَتْ لِیَ الأَسْبَابُ.

وَ عُلِّمْتُ الأَنْسَابَ وَ مَجْرَی الْحِسَابِ.

وَ عُلِّمْتُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلاَیَا وَ الْقَضَایَا، وَ فَصْلَ الْخِطَابِ، وَ مُوَلَّدِی الإِسْلاَمِ وَ مُوَلَّدِی الْكُفْرِ.

وَ اسْتُحْفِظْتُ آیَاتِ النَّبِیّینَ الْمُسْتَحْفَظینَ.

وَ إِنّی لَصَاحِبُ الْكَرَّاتِ وَ دَوْلَةُ الدُّوَلِ.

وَ إِنّی لَصَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمَیْسَمِ، وَ الدَّابَّةِ الَّتی تُكَلِّمُ النَّاسَ.

وَ أَنَا الَّذی سُخِّرَتْ لِیَ السَّحَابُ وَ الرَّعْدُ وَ الْبَرْقُ، وَ الظُّلَمُ وَ الأَنْوَارُ، وَ الرِّیَاحُ وَ الْجِبَالُ وَ الْبِحَارُ،

وَ النُّجُومُ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ.

وَ أَنَا الَّذی أَحْصَیْتُ كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً بِعِلْمِ اللَّهِ الَّذی أَوْدَعَنیهِ، وَ بِسِرِّهِ الَّذی أَسَرَّهُ إِلی مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ أَسَرَّهُ النَّبِیُّ إِلَیَّ.

وَ أَنَا أَذَانُ اللَّهِ فِی الدُّنْیَا وَ مُؤَذِّنُهُ فِی الآخِرَةِ.

وَ أَنَا الَّذی أَنْحَلَنی رَبِّی اسْمَهُ وَ كَلِمَتَهُ وَ عِلْمَهُ وَ فَهْمَهُ.

وَ إِنَّكُمْ لَنْ تَجِدُوا أَحَداً مِنْ بَعْدیُ یُحَدِّثُكُمْ.

یَا مَعْشَرَ النَّاسِ، سَلُونی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونی عَنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَوَ اللَّهِ مَا نَزَلَتْ آیَةٌ مِنْهُ فی لَیْلٍ وَ لاَ نَهَارٍ، وَ لاَ مَسیرٍ وَ لاَ مُقَامٍ، إِلاَّ وَ قَدْ أَقْرَأَنیهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَ عَلَّمَنی تَأْویلَهَا. وَ إِنَّ رَبّی وَهَبَ لی قَلْباً عَقُولاً، وَ لِسَاناً سَؤُولاً.

فقام إلیه عبد اللّه ابن الكوّاء فقال: یا أمیر المؤمنین، فما كان ینزل علیه و أنت غائب عنه؟.

فقال علیه السلام:

كَانَ یَحْفَظُ عَلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مَا كَانَ یَنْزِلُ عَلَیْهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَ أَنَا عَنْهُ غَائِبٌ حَتَّی أَقْدُمَ عَلَیْهِ، فَیُقْرِؤُنیهِ، وَ یَقُولُ: یَا عَلِیُّ: أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیَّ بَعْدَكَ كَذَا وَ كَذَا، وَ تَأْویلُهُ كَذَا وَ كَذَا،

فَیُعَلِّمُنی تَأْویلَهُ وَ تَنْزیلَهُ.

فقال ابن الكوّاء: أین كنت حیث ذكر اللّه تعالی نبیّه و أبا بكر فقال: ثانی اثنین إذ هما فی الغار إذ یقول لصاحبه لا تحزن إن اللّه معنا[34] ؟.

[صفحه 267]

فقال أمیر المؤمنین علیه السلام:

وَیْلَكَ یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ، كُنْتُ عَلی فِرَاشِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ قَدْ طَرَحَ عَلَیَّ رَیْطَتَهُ.

فَأَقْبَلَتْ قُرَیْشٌ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ هَرَاوَةٌ فیهَا شَوْكُهَا، فَلَمْ یُبْصِرُوا رَسُولَ اللَّهِ حَیْثُ خَرَجَ، فَأَقْبَلُوا عَلَی یَضْرِبُونَنی بِمَا فی أَیْدِیهِمْ حَتَّی تَنَفَّطَ جَسَدی وَ صَارَ مِثْلُ الْبَیْضِ.

ثُمَّ انْطَلَقُوا بی یُریدُونَ قَتْلی.

فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لاَ تَقْتُلُوهُ اللَّیْلَةَ، وَ لكِنْ أَخِّرُوهُ وَ اطْلُبُوا مُحَمَّداً.

فَأَوْثَقُونی بِالْحَدیدِ، وَ جَعَلُونی فی بَیْتٍ، وَ اسْتَوْثَقُوا مِنّی وَ مِنَ الْبَابِ بِقُفْلٍ.

فَبَیْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذْ سَمِعْتُ صَوْتاً مِنْ جَانِبِ الْبَیْتِ یَقُولُ: یَا عَلِیُّ.

فَسَكَنَ الْوَجَعُ الَّذی كُنْتُ أَجِدُهُ، وَ ذَهَبَ الْوَرَمُ الَّذی كَانَ فی جَسَدی.

ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتاً آخَرَ یَقُولُ: یَا عَلِیُّ.

فَإِذَا الْحَدیدُ الَّذی فی رِجْلی قَدْ تَقَطَّعَ.

ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتاً آخَرَ یَقُولُ: یَا عَلِیُّ.

فَإَذَا الْبَابُ قَدْ تَسَاقَطَ مَا عَلَیْهِ وَ فَتَحَ.

فَقُمْتُ وَ خَرَجْتُ.

وَ قَدْ كَانُوا جَاؤُوا بِعَجُوزٍ، كَمْهَاءَ، لاَ تُبْصِرُ، وَ لاَ تَنَامُ، تَحْرُسُ الْبَابَ، فَخَرَجْتُ عَلَیْهَا فَإِذَا هِیَ لاَ تَعْقِلُ مِنَ النَّوْمِ.

فسأله ابن الكوّاء: یا أمیر المؤمنین، ما قول اللّه: الذاریات ذَرواً[35] ؟.

فقال علیه السلام:

اَلذَّارِیَاتِ ذَرْواً الرِّیَاحُ.

فقال: فما الحاملات وِقراً؟.

فقال علیه السلام:

اَلْحَامِلاَتِ وِقْراً السَّحَابُ.

فقال: فما الجاریات یُسراً؟.

فقال علیه السلام:

[صفحه 268]

اَلْجَارِیَاتِ یُسْراً السُّفُنُ.

فقال: فما المقسِّمَات أمراً؟.

فقال علیه السلام:

اَلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً الْمَلاَئِكَةُ.

فقال: فما السماء ذات الحُبُك[36] ؟.

فقال علیه السلام:

ذَاتِ الْحُبُكِ ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ.

فقال: فما الطارق؟

فقال علیه السلام:

هُوَ أَحْسَنُ نَجْمٍ فِی السَّمَاءِ، وَ لَیْسَ تَعْرِفُهُ النَّاسُ.

وَ إِنَّمَا سُمِّیَ « الطَّارِقُ » لأَنَّهُ یَطْرُقُ نُورُهُ سَمَاءً سَمَاءً إِلی سَبْعِ سَموَاتٍ، ثُمَّ یَطْرُقُ رَاجِعاً حَتَّی یَرْجِعَ إِلی مَكَانِهِ.

فقال: خبِّرنی عن اللّه عزّ و جلّ هل كلّم أحداً من وُلد آدم قبل موسی؟.

فقال علیه السلام:

قَدْ كَلَّمَ اللَّهُ جَمیعَ خَلْقِهِ، بَرَّهُمْ وَفَاجِرَهُمْ، وَ رَدُّوا عَلَیْهِ الْجَوَابَ.

فقال: و كیف كان ذلك؟.

فقال علیه السلام:

أَوَ مَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالی إِذْ یَقُولُ لِنَبِیِّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلی[37].

فَقَدْ أَسْمَعَهُمْ كَلاَمَهُ، وَرَدُّوا عَلَیْهِ الْجَوَابَ كَمَا تَسْمَعُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ، یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ: قَالُوا بَلی.

وَ قَالَ لَهُمْ: « إِنّی أَنَا اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا. وَ أَنَا الرَّحْمنُ الرَّحیمُ ».

فَأَقَرُّوا لَهُ بِالطَّاعَةِ وَ الرُّبُوبِیَّةِ.

وَ مَیَّزَ الرُّسُلَ وَ الأَنْبِیَاءَ وَ الأَوْصِیَاءَ، وَ أَمَرَ الْخَلْقَ بِطَاعَتِهِمْ.

[صفحه 269]

فَأَقَرُّوا بِذَلِكَ فِی الْمیثَاقِ. وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ، وَ أَشْهَدَ الْمَلاَئِكَةَ عَلَیْهِمْ أَنْ تَقُولُوا یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذَا غَافِلینَ[38].

ثم بكی علیه السلام و قال:

إِنّی لأَذْكُرُ الْوَقْتَ الَّذی أَخَذَ اللَّهُ عَلَیَّ فیهِ الْمیثَاقَ.

فقال ابن الكوّاء: أخبرنی عن قوله تعالی: إن الذین آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خیر البریة[39] ؟.

فقال علیه السلام:

وَیْحَكَ یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ، أُولئِكَ نَحْنُ وَ أَتْبَاعُنَا یَوْمِ الْقِیَامَةِ غُرّاً مُحَجَّلینَ، رِوَاءَ مَرْوِیّینَ، یُعْرَفُونَ بِسیمَاهُمْ.

فقال: یا أمیر المؤمنین، مَن البیوت فی قول اللّه عز و جل: و لیس البِرّ بأن تأتوا البیوت من ظهورها و لكن البرّ من اتّقی و أتوا البیوت من أبوابها[40] ؟.

فقال علیه السلام:

نَحْنُ الْبُیُوتُ الَّتی أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُؤْتی مِنْ أَبْوَابِهَا، فَمَنْ تَابَعَنَا وَ أَقَرَّ بِوِلاَیَتِنَا فَقَدْ أَتَی الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا، وَ مَنْ خَالَفَنَا وَ فَضَّلَ عَلَیْنَا غَیْرَنَا فَقَدْ أَتَی الْبُیُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا.

فقال: یا أمیر المؤمنین، وَ علی الأعراف رجال یعرفون كلاً بسیماهم[41] ؟.

فقال علیه السلام:

نَحْنُ أَصْحَابُ الأَعْرَافِ، نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسیمَاهُمْ، وَ نَحْنُ الأَعْرَافُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی الصِّرَاطِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ، فَلاَ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ، وَ لاَ یَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ.

وَ ذَلِكَ لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَوْ شَاءَ عَرَّفَ لِلنَّاسِ نَفْسَهُ حَتَّی یَعْرِفُوهُ وَ یُوَحِّدُوهُ وَ یَأْتُوهُ مِنْ بَابِهِ،

وَ لكِنَّهُ جَعَلَنَا أَبْوَابَهُ وَ صِرَاطَهُ وَ سَبیلَهُ، وَ الْوَجْهَ الَّذی یُؤْتی مِنْهُ، فَقَالَ فیمَنْ عَدَلَ عَنْ وِلاَیَتِنَا، وَ فَضَّلَ عَلَیْنَا غَیْرَنَا: إِنَّهُمْ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ[42].

فقال: یا أمیر المؤمنین، أخبرنا عن قول اللّه تعالی: یوم یفرّ المرء من أخیه و أمه و أبیه و صاحبته

[صفحه 270]

و بنیه[43] من هم؟.

فقال علیه السلام:

قَابیلُ یَفِرُّ مِنْ هَابیلَ، وَ الَّذی یَفِرُّ مِنْ أُمِّهِ مُوسی، وَ الَّذی یَفِرُّ مِنْ أَبیهِ إِبْرَاهیمُ، وَ الَّذی یَفِرُّ مِنْ صَاحِبَتِهِ لُوطٌ، وَ الَّذی یَفِرُّ مِنِ ابْنِهِ نُوحٌ یَفِرُّ مِنِ ابْنِهِ كَنْعَانَ.

فقال: و اللّه إن فی كتاب اللّه آیة اشتدت علی قلبی، و لقد شككت فی دینی.

فقال علیه السلام:

ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ وَ عَدِمَتْكَ، مَا هِیَ؟.

قال: قول اللّه تبارك و تعالی: و الطیر صافّات كلٌّ قد علم صلاته و تسبیحه[44].

فما هذا الصف، و ما هذه الطیور، و ما هذه الصلاة، و ما هذا التسبیح؟.

فقال علیه السلام:

وَیْحَكَ، یَا ابنَ الْكَوَّاءِ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْمَلاَئِكَةَ عَلی صُوَرٍ شَتَّی.

أَلاَ وَ إِنَّ للَّهِ مَلَكاً فی صُورَةِ دیكٍ أَبَحٍّ أَشْهَبَ، بَرَاثِنُهُ فِی الأَرَضِینَ السُّفْلی، وَ عُرْفُهُ مُثَنَّی تَحْتَ عَرْشِ الرَّحْمنِ، لَهُ جَنَاحٌ بِالْمَشْرِقِ مِنْ نَارٍ، وَ جَنَاحٌ بِالْمَغْرِبِ مِنْ ثَلْجٍ.

فَإِذَا حَضَرَ وَقْتُ كُلِّ صَلاَةٍ قَامَ عَلی بَرَاثِنِهِ، ثُمَّ رَفَعَ عُنُقَهُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، ثُمَّ صَفَّقَ بِجَنَاحَیْهِ كَمَا تُصَفِّقُ الدّیكَةُ فی مَنَازِلِكُمْ، فَلاَ الَّذی مِنْ نَارٍ یُذیبُ الثَّلْجَ، وَ لاَ الَّذی مِنَ الثَّلْجِ یُطْفِئُ النَّارَ.

ثُمَّ یُنَادی: « أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَریكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ سَیِّدُ النَّبِیّینَ، وَ أَنَّ وَصِیَّهُ خَیْرُ الْوَصِیّینَ. سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَ الرُّوحِ ».

فَتْصَفِّقُ الدّیكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا فی مَنَازِلِكُمْ بِنَحْوٍ مِنْ قَوْلِهِ.

وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالی: كُلُّ قَدَ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَ تَسْبیحَهُ[45] مِنَ الدّیكَةِ فِی الأَرْضِ.

فقال: فما السواد الذی فی القمر؟.

فقال علیه السلام:

اَللَّهُ أَكْبَرُ. اللَّهُ أَكْبَرُ. اللَّهُ أَكْبَرُ.

رَجُلٌ أَعْمی یَسْأَلُ عَنْ عَمْیَاءَ.

أَلاَ سَأَلْتَ عَنْ شَیْ ءٍ یَنْفَعُكَ فی أَمْرِ دُنْیَاكَ وَ آخِرَتِكَ.

[صفحه 271]

وَیْلَكَ[46]، سَلْ تَفَقُّهاً، وَ لاَ تَسْأَلْ تَعَنُّتاً، فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ شَبیهٌ بِالْعَالِمِ، وَ إِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَنِّتِ شَبیهٌ بِالْجَاهِلِ.

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلْنَا اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ آیَتَیْنِ فَمَحَوْنَا آیَةَ اللَّیْلِ وَ جَعَلْنَا آیَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً[47]. فَمَحْوُ آیَةِ اللَّیْلِ السَّوَادُ الَّذی فِی الْقَمَرِ.

فقال: یا أمیر المؤمنین، أخبرنی عن ذی القرنین، أ نبیاً كان أم ملكاً. و أخبرنی عن قرنیه أ من ذهب كان أم من فضة؟.

فقال علیه السلام:

لَمْ یَكُنْ نَبِیّاً وَ لاَ مَلِكاً، وَ لَمْ یَكُنْ قَرْنَاهُ مِنْ ذَهَبٍ وَ لاَ فِضَّةٍ، وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ قَرْنَانِ كَقَرْنَی الثَّوْرِ، وَ لكِنَّهُ كَانَ عَبْداً أَحَبَّ اللَّهَ فَأَحَبَّهُ اللَّهُ، وَ نَصَحَ للَّهِ فَنَصَحَ اللَّهُ لَهُ.

وَ إِنَّمَا سُمِّیَ ذَا الْقَرْنَیْنِ لأَنَّهُ دَعَا قَوْمَهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَرَبُوهُ عَلی قَرْنِهِ الأَیْمَنِ بِالسَّیْفِ،

فَغَابَ عَنْهُمْ حیناً مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ عَادَ إِلَیْهِمْ یَدْعُوهُمْ إِلَی الْهُدی فَضَرَبُوهُ عَلی قَرْنِهِ الأَیْسَرِ بِالسَّیْفِ،

فَذَلِكَ قَرْنَاهُ.

وَ فیكُمْ مِثْلُهُ.

فقال: یا أمیر المؤمنین، لِمَ سُمّی تُبَّعٌ تُبَّعاً؟.

فقال علیه السلام:

لأَنَّهُ كَانَ غُلاَماً كَاتِباً، وَ كَانَ یَكْتُبُ لِمَلِكٍ كَانَ قِبَلَهُ، فَكَانَ إِذَا كَتَبَ كَتَبَ: بِاسْمِ اللَّهِ الَّذی خَلَقَ صُبْحاً وَ ریحاً.

[صفحه 272]

فَقَالَ الْمَلِكُ: اكْتُبْ وَ ابْدَأْ بِاسْمِ مَلِكِ الرَّعْدِ.

فَقَالَ: لاَ، لاَ أَبْدَأُ إِلاَّ بِاسْمِ إِلهی، ثُمَّ أَعْطِفُ عَلی حَاجَتِكَ.

فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالی لَهُ ذَلِكَ وَ أَعْطَاهُ مُلْكَ ذَلِكَ الْمَلِكِ.

فَتَابَعَهُ النَّاسُ عَلی ذَلِكَ، فَسُمِّیَ تُبَّعاً.

فقال: یا أمیر المؤمنین، وجدت كتاب اللّه ینقض بعضه بعضاً.

فقال علیه السلام:

ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ، كِتَابُ اللَّهِ یُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً، فَسَلْ عَمَّا بَدا لَكَ.

فقال: یا أمیر المؤمنین، سمعته یقول: ربّ المشارق و المغارب[48].

و قال فی آیة أخری: ربّ المشرقین و ربّ المغربین[49].

و قال فی آیة أخری: ربّ المشرق و المغرب[50].

فقال علیه السلام:

ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ، هذَا الْمَشْرِقُ، وَ هذَا الْمَغْرِبُ. [ و أشار بیده نحو المشرق و المغرب ].

وَ أَمَّا قَوْلُهُ: رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَیْنِ، فَإِنَّ مَشْرِقَ الشِّتَاءِ عَلی حِدَةٍ، وَ مَشْرِقَ الصَّیْفِ عَلی حِدَةٍ.

أَمَا تَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْ قُرْبِ الشَّمْسِ وَ بُعْدِهَا؟.

وَ أَمَّا قَوْلُهُ: رَبُّ الْمَشَارِقِ وَ الْمَغَارِبِ، فَإِنَّ لَهَا ثَلاَثَمِائَةَ وَ سِتّینَ بُرْجاً، تَطْلُعُ فی كُلِّ یَوْمٍ مِنْ بُرْجٍ وَ تَغیبُ فی بُرْجٍ آخَرَ، فَلاَ تَعُودُ إِلَیْهِ إِلاَّ مِنْ قَابِلٍ فی ذَلِكَ الْیَوْمِ[51].

فقال: یا أمیر المؤمنین، كم بین المشرق و المغرب؟.

فقال علیه السلام:

مَسیرَةُ یَوْمٍ مُطَّرِدٍ[52] لِلشَّمْسِ.

فقال: یا أمیر المؤمنین، كم بین السماء إلی الأرض؟.

[صفحه 273]

فقال علیه السلام:

مَسیرَةُ سَاعَةٍ لِدَعْوَةٍ مُسْتَجَابَةٍ.

لاَ أَقُولُ غَیْرَ هذَا.

فقال: یا أمیر المؤمنین، فمِمَّ خُلقت السماوات؟.

فقال علیه السلام:

مِنْ بُخَارِ الْمَاءِ.

فقال: فمِمَّ خُلقت الأرض؟.

فقال علیه السلام:

مِنْ زَبَدِ الْمَاءِ.

فقال: فمِمَّ خُلقت الجبال؟.

فقال علیه السلام:

مِنَ الأَمْوَاجِ.

فقال: فلِمَ سُمّیت مكّة أم القری؟.

فقال علیه السلام:

لأَنَّ الأَرْضَ دُحِیَتْ مِنْ تَحْتِهَا.

فقال: السماء الدنیا مما هی؟.

فقال علیه السلام:

مِنْ مَوْجٍ مَكْفُوفٍ.

فقال: ما ألوان السماوات السبع و أسماؤها؟.

فقال علیه السلام:

إِسْمُ السَّمَاءِ الدُّنْیَا رَفیعٌ، وَ هِیَ مِنْ مَاءٍ وَ دُخَانٍ.

وَ اسْمُ السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ قَیْدُومٌ، وَ هِیَ عَلی لَوْنِ النُّحَاسِ.

وَ السَّمَاءُ الثَّالِثَةُ اسْمُهَا الْمَادُونُ، وَ هِیَ عَلی لَوْنِ الشَّبَهِ.

وَ السَّمَاءُ الرَّابِعَةُ اسْمُهَا أَرْفَلُونُ، وَ هِیَ عَلی لَوْنِ الْفِضَّةِ.

وَ السَّمَاءُ الْخَامِسَةُ اسْمُهَا هَیْعُونُ، وَ هِیَ عَلی لَوْنِ الذَّهَبِ.

وَ السَّمَاءُ السَّادِسَةُ اسْمُهَا عَرُوسٌ، وَ هِیَ یَاقُوتَةٌ خَضْرَاءُ.

[صفحه 274]

وَ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ اسْمُهَا عَجْمَاءُ، وَ هِیَ دُرَّةٌ بَیْضَاءُ.

فقال: یا أمیر المؤمنین، كم بین موضع قدمك إلی عرش ربك؟.

فقال علیه السلام:

مِنْ مَوْضِعِ قَدَمی إِلی عَرْشِ رَبّی أَنْ یَقُولَ قَائِلٌ مُخْلِصاً: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ.

فقال: و ما ثواب من قال: « لا إله إِلا اللّه ».

فقال علیه السلام:

مَنْ قَالَ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، مُخْلِصاً، طُمِسَتْ ذُنُوبُهُ كَمَا یُطْمَسُ الْحَرْفُ الأَسْوَدِ مِنَ الرَّقِّ الأَبْیَضِ.

فَإِنْ قَالَ ثَانِیَةً: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، مُخْلِصاً، خَرَقَتْ أَبْوَابَ السَّموَاتِ وَ صُفُوفَ الْمَلاَئِكَةِ، حَتَّی تَقُولَ الْمَلاَئِكَةُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ: اخْشَعُوا لِعَظَمَةِ اللَّهِ.

فَإِذَا قَالَ ثَالِثَةً: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، مُخْلِصاً، تَنْتَهِ دُونَ الْعَرْشِ، فَیَقُولُ الْجَلیلُ: « اسْكُنی، فَوَعِزَّتی وَ جَلاَلی، لأَغْفِرَنَّ لِقَائِلِك بِمَا كَانَ فیكَ.

فقال: فما البیت المعمور؟.

فقال علیه السلام:

اَلْبَیْتُ الْمَعْمُورُ فَوْقَ سَبْعَ سَموَاتِ تَحْتَ الْعَرْشِ، یُقَالُ لَهُ: الصُّرَاخُ، یَدْخُلُهُ كُلُّ یَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لاَ یَعُودُونَ إِلَیْهِ إِلی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

فقال: أخبرنی عن أول ما خلق اللّه؟.

فقال علیه السلام:

خَلَقَ النُّورَ.

فقال: و ما الروح؟.

فقال علیه السلام:

لَیْسَ هُوَ جِبْرَئیلُ.

فقال: جبرئیل من الملائكة، و الروح غیر جبرئیل؟.

لقد قلت شیئاً عظیماً، و ما أحد من الناس یزعم أن الروح غیر جبرئیل.

فقال علیه السلام:

إِنَّكَ ضَالٌّ تَرْوی عَنْ أَهْلِ الضَّلاَلِ.

یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالی لِنَبِیِّهِ عَلَیْهِ الصَّلاَةُ وَ السَّلاَمُ: أَتی أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ

[صفحه 275]

سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی عَمَّا یُشْرِكُونَ یُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلی مَنْ یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ[53].

فَالرُّوحُ غَیْرُ الْمَلاَئِكَةِ.

وَ قَالَ: لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَ الرُّوحُ فیهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ[54].

وَ قَالَ: یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلاَئِكَةُ صَفّاً[55].

وَ قَالَ لآدَمَ، وَ جِبْرَئیلُ یَوْمَئِذٍ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ: إِنّی خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طینٍ فَإِذَا سَوَّیْتُهُ وَ نَفَخْتُ فیهِ مِنْ رُوحی فَقَعُوا لَهُ سَاجِدینَ[56].

فَسَجَدَ جِبْرَئیلُ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ لِلرُّوحِ.

وَ قَالَ لِمَرْیَمَ: فَأَرْسَلْنَا إِلَیْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِیّاً[57].

وَ قَالَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمینُ عَلی قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرینَ بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ مُبینَ وَ إِنَّهُ لَفی زُبُرِ الأَوَّلینَ[58].

وَ الزُّبُر الذِّكْرُ، وَ الأَوَّلینَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِنْهُمْ.

فقال: و ما طعم الماء؟.

فقال علیه السلام:

طَعْمُ الْحَیَاةِ.

فقال: الجزر و المدّ ما هما؟.

فقال علیه السلام:

مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْبِحَارِ یَقَالُ لَهْ: رُومَانُ، فَإِذَا وَضَعَ قَدَمَیْهِ فِی الْبَحْرِ فَاضَ، وَ إِذَا أَخْرَجَهُمَا غَاضَ.

فقال: ما اسم أبی الجنّ؟.

فقال علیه السلام:

شُومَانٌ، وَ هُوَ الَّذی خُلِقَ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ.

فقال: هل بعث اللّه نبیاً إلی الجنّ؟.

[صفحه 276]

فقال علیه السلام:

نَعَمْ، بَعَثَ إِلَیْهِمْ نَبِیّاً یُقَالُ لَهُ: یُوسُفُ، فَدَعَاهُمْ إِلَی اللَّهِ فَقَتَلُوهُ.

فقال: ما كان اسم إبلیس فی السماء؟.

فقال علیه السلام:

كَانَ اسْمُهُ الْحَارِثُ.

فقال: ما كنیة البراق؟.

فقال علیه السلام:

یُكَنَّی أَبَا هِلاَلٍ.

فقال: لِمَ سُمّی آدم آدم؟.

فقال علیه السلام:

لأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ أَدیمِ الأَرْضِ.

فقال: كم كان عمر آدم؟.

فقال علیه السلام:

تِسْعَ مِائَةٍ وَ ثَلاَثینَ سَنَةً.

فقال: كم حج آدم حجة؟.

فقال علیه السلام:

ثَلاَثُونَ حِجَّةً، مَاشِیاً عَلی قَدَمَیْهِ.

فقال: لِمَ سُمّی نوح نوحاً؟.

فقال علیه السلام:

كَانَ اسْمُهُ السَّكَنُ، وَ إِنَّمَا سُمِّیَ نُوحاً لأَنَّهُ نَاحَ عَلی قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسینَ عَاماً.

فقال: ما أول بقعة بسطت من الأرض أیام الطوفان؟.

فقال علیه السلام.

مَوْضِعُ الْكَعْبَةِ، وَ كَانَتْ زِبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ فقال: من خلق اللّه تعالی من الأنبیاء مختوناً؟.

فقال علیه السلام:

خُلِقَ آدَمُ مَخْتُوناً، وَ وُلِدَ شیثُ مَخْتُوناً، وَ إِدْریسُ، وَ نُوحٌ، وَ إِبْرَاهیمُ، وَ لُوطٌ، وَ إِسْمَاعیلُ، وَ دَاوُد،

وَ سُلَیْمَانُ، وَ مُوسی، وَ عیسی، وَ مُحَمَّدٌ، صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ أَجْمَعینَ.

[صفحه 277]

فقال: ستة من الأنبیاء لهم إسمان؟.

فقال علیه السلام:

یُوشَعُ بْنُ نُونٍ، وَ هُوَ ذُو الْكِفْلِ. وَ یَعْقُوبُ، وَ هُوَ إِسْرَائیلُ. وَ الْخِضْرُ، وَ هُوَ إِرْمِیَا. وَ یُونُسَ، وَ هُوَ ذُو النُّونِ. وَ عیسی، وَ هُوَ الْمَسیحُ. وَ مُحَمَّدٌ، وَ هُوَ أَحْمَدُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ.

فقال: خمسة من الأنبیاء تكلموا بالعربیة؟.

فقال علیه السلام:

هُودٌ، وَ شُعَیْبُ، وَ صَالِحٌ، وَ إِسْمَاعیلُ، وَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

فقال: أربعة لا یشبعن من أربعة؟.

فقال علیه السلام:

أَرْضٌ مِنْ مَطَرٍ، وَ أُنْثی مِنْ ذَكَرٍ، وَ عَیْنٌ مِنْ نَظَرٍ، وَ عَالِمٌ مِنْ عِلْمٍ.

فقال: من أول من مات فجأة فقال علیه السلام:

دَاوُود عَلَیْهِ السَّلاَمُ، مَاتَ عَلی مِنْبَرِهِ یَوْمَ الأَرْبَعَاءِ.

فقال: من أول من عمل عمل قوم لوط؟.

فقال علیه السلام:

إِبْلیسُ، فَإِنَّهُ أَمْكَنَ مِنْ نَفْسِهِ.

فقال: أول من أمر بالختان؟.

فقال علیه السلام:

إِبْرَاهیمُ.

فقال: أول من لبس النعلین؟.

فقال علیه السلام:

إِبْرَاهیمُ.

فقال: أول من وضع سكك الدنانیر و الدراهم؟.

فقال علیه السلام:

نَمْرُودُ بُنُ كَنْعَانَ بَعْدَ نُوحٍ.

فقال: أول امرأة جرّت ذیلها؟.

[صفحه 278]

فقال علیه السلام:

هَاجَرُ لَمَّا هَرَبَتْ مِنْ سَارَةَ.

فقال: أول من جرّ ذیله من الرجال؟.

فقال علیه السلام:

قَارُونُ.

فقال: من أكرم الناس نسباً؟.

فقال علیه السلام:

صِدّیقُ اللَّهِ یُوسُفُ بْنُ یَعْقُوبَ إِسْرَائیلُ اللَّهِ، بِنِ إِسْحَاقَ ذَبیحُ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهیمَ خَلیلُ اللَّهِ.

فقال: ما أكرم وادٍ علی وجه الأرض؟.

فقال علیه السلام:

وَادٍ یُقَالُ لَهُ: سَرَانْدیبُ، سَقَطَ فیهِ آدَمُ مِنَ السَّمَاءِ.

فقال: ما شرّ وادٍ علی وجه الأرض؟.

فقال علیه السلام:

وَادٍ فِی الْیَمَنِ یُقَالُ لَهُ: بَرَهُوتُ، وَ هُوَ مِنْ أَوْدِیَةِ جَهَنَّمَ.

فقال: یا أمیر المؤمنین، أی خلق اللّه أشدّ؟.

فقال علیه السلام:

إِنَّ أَشَدَّ خَلْقِ اللَّه عَشَرَةٌ:

اَلْجِبَالُ الرَّوَاسی. وَ الْحَدیدُ تُنْحَتُ بِهِ الْجِبَالُ. وَ النَّارُ تَأْكُلُ الْحَدیدَ. وَ الْمَاءُ یُطْفِئُ النَّارَ.

وَ السَّحَابُ الْمَسَخَّرُ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الأَرْضِ یَحْمِلُ الْمَاءَ. وَ الرّیحُ تُفَرِّقُ السَّحَابَ. وَ الإِنْسَانُ یَغْلِبُ الرّیحَ، یَتَّقیهَا بِیَدِهِ فَیَبْلُغُ حَاجَتَهُ. وَ السُّكْرُ یَغْلِبُ الإِنْسَانَ. وَ النَّوْمُ یَغْلِبُ السُّكْرَ. وَ الْهَمُّ یَمْنَعُ النَّوْمَ.

فَأَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ الْهَمُّ.

فقال: ما السجن الذی سار بصاحبه؟.

فقال علیه السلام:

اَلْحُوتُ سَارَ بِیُونُسَ بْنِ مَتَّی.

فقال: ستة لم یركضوا فی رحِم؟.

فقال علیه السلام:

آدَمُ، وَ حَوَّاءُ، وَ كَبْشُ إِبْرَاهیمَ، وَ عَصَا مُوسی، وَ نَاقَةُ صَالِحٍ.، وَ الْخَفَّاشُ الَّذی عَمِلَهُ عیسَی بنُ

[صفحه 279]

مَرْیَمَ وَ طَارَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالی.

فقال: شی ء مكذوب علیه لیس من الجنّ و لا من الإنس؟.

فقال علیه السلام:

ذَلِكَ الذِّئْبُ الَّذی كَذَبَ عَلَیْهِ إِخْوَةُ یُوسُفَ.

فقال: شی ء أوحی اللّه تعالی إِلیه، لیس من الجنّ و لا من الإنس؟.

فقال علیه السلام:

وَ أَوْحی رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ[59].

فقال: نذیر أنذر قومه لیس من الجنّ و لا من الإنس؟.

فقال علیه السلام:

هِیَ النَّمْلَةُ.

فقال: أی موضع طلعت علیه الشمس ساعة من النهار و لا تطلع علیه أبداً؟.

فقال علیه السلام:

ذَلِكَ الْبَحْرُ حینَ فَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالی لِمُوسی فَأَصَابَتْ أَرْضَهُ الشَّمْسُ، وَ أَطْبَقَتْ عَلَیْهِ الْمَاءُ فَلَنْ تُصیبَهُ الشَّمْسُ.

فقال: أی شی ء شرب و هو حیّ، و أكل و هو میت؟.

فقال علیه السلام:

تِلْكَ عَصَا مُوسی، شَرِبَتْ وَ هِیَ فی شَجَرَتِهَا، وَ أَكَلَتْ لَمَّا الْتَقَفَتْ حِبَالَ السَّحَرَةِ وَ عُصِیَّهُمْ.

فقال: شی ء تنفّس لیس له لحم و دم؟.

فقال علیه السلام:

ذَاكَ الصُّبْحُ إِذَا تَنَفَّسَ.

فقال: لم صار میراث الذكر مثل حظّ الأنثیین؟.

فقال علیه السلام:

مِنْ قِبَلِ السُّنْبُلَةِ، كَانَ عَلَیْهَا ثَلاَثُ حَبَّاتٍ، فَبَادَرَتْ إِلَیْهَا حَوَّاءُ فَأَكَلَتْ مِنْهَا حَبَّةً وَ أَطْعَمَتْ آدَمَ حَبَّتَیْنِ. فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَرِثَ الذَّكَرُ مِثْلَ حَظِّ الأُنْثَیَیْنِ.

فقال: كلام أهل الجنة؟.

[صفحه 280]

فقال علیه السلام:

كَلاَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْعَرَبِیَّةُ.

فقال: كلام أهل النار؟.

فقال علیه السلام:

الْمَجُوسِیَّةُ.

فقال: الأیام و ما یجوز فیها من العمل؟.

فقال علیه السلام:

یَوْمُ السَّبْتِ یَوْمُ مَكْرٍ وَ خَدیعَةٍ.

وَ یَوْمُ الأَحَدِ یَوْمُ غَرْسٍ وَ بِنَاءٍ.

وَ یَوْمُ الإِثْنَیْنِ یَوْمُ سَفَرٍ وَ طَلَبٍ.

وَ یَوْمُ الثَّلاَثَاءِ یَوْمُ حَرْبٍ وَ دَمٍ.

وَ یَوْمُ الأَرْبَعَاءِ یَوْمُ شُؤْمٍ فیهِ یَتَطَیَّرُ النَّاسُ.

وَ یَوْمُ الْخَمیسِ یَوْمُ الدُّخُولِ عَلَی الأُمَرَاءِ، وَ قَضَاءِ الْحَوَائِجِ.

وَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ یَوْمَ خِطْبَةٍ وَ نِكَاحٍ.

فقال ابن الكوّاء: یا أمیر المؤمنین، لا أسأل غیرك، و لا أتّبع سواك.

فقال علیه السلام:

إِنْ كَانَ الأمْرُ إِلَیْكَ فَافْعَلْ.

فقام رجل فقال: یا ابن عمّ خیر خلق اللّه، هل للصلاة تأویل غیر التعبّد؟.

فقال علیه السلام:

إِعْلَمْ یَا هذَا الرَّجُلُ، أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالی مَا بَعَثَ نَبِیَّهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ بِأَمْرٍ مِنَ الأُمُورِ إِلاَّ وَ لَهُ مُتَشَابِهٌ وَ تَأْویلٌ وَ تَنْزیلٌ، وَ كُلُّ ذَلِكَ عَلَی التَّعَبُّدِ.

فَمَنْ لَمْ یَعْرِفْ تَأْویلَ صَلاَتِهِ فَصَلاَتُهُ كُلُّهَا خِدَاعٌ، نَاقِصَةٌ غَیْرُ تَامَّةٍ.

فقال الرجل: یا ابن عمّ خیر خلق اللّه، ما معنی رفع یدیك فی التكبیرة الأولی؟.

فقال علیه السلام:

قَوْلُهُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، یَعْنی الْوَاحِدُ الأَحَدُ الَّذی لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٍ، لاَ یُقَاسُ بِشَیْ ءٍ، وَ لاَ یُلْتَبَسُ

[صفحه 281]

بِالأَجْنَاسِ، وَ لاَ یُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ.

فقال الرجل: یا ابن عمّ خیر خلق اللّه، ما معنی مدّ عنقك فی الركوع؟.

فقال علیه السلام:

تَأْویلُهُ، آمَنْتُ بِوَحْدَانِیَّتِكَ وَ لَوْ ضَرَبْتَ عُنُقی.

فقال الرجل: یا ابن عمّ خیر خلق اللّه، ما معنی السجدة الأولی؟.

فقال علیه السلام:

تَأْویلُهُ، اَللَّهُمَّ إِنَّكَ مِنْهَا خَلَقْتَنی، یَعنی مِنَ الأَرْضِ.

وَ رَفْعُ رَأْسِكَ: وَ مِنْهَا أَخْرَجْتَنَا.

وَ السُّجْدَةُ الثَّانِیَةُ: وَ إِلَیْهَا تُعیدُنَا.

وَ رَفْعُ رَأْسِكَ مِنَ الثَّانِیَةِ: وَ مِنْهَا تُخْرِجُنَا تَارَةً أُخْری.

فقال الرجل: یا ابن عمّ خیر خلق اللّه، ما معنی رفع رجلك الیمنی و طرحك الیسری فی التشهد؟

فقال علیه السلام:

تَأْویلُهُ، اَللَّهُمَّ أَمِتِ الْبَاطِلَ وَ أَحْی الْحَقِّ.

فقام إلیه رجل و قال: ما معنی إِن أول بیت وُضع للناس للذی ببكة مباركاً و هدی للعالمین[60]، أهو أول بیت بُنی فی الأرض؟.

فقال علیه السلام:

لاَ، قَدْ كَانَ قَبْلَهُ بُیُوتٌ، وَ لَكِنَّهُ أَوَّلُ بَیْتٍ وُضِعَ فیهِ الْبَرَكَةُ لِلنَّاسِ وَ الرَّحْمَةُ وَ الْهُدی، وَ مَقَامُ إِبْرَاهیمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً[61].

وَ إِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ كَیْفَ بِنَاؤُهُ.

إِنَّ اللَّهَ تَعَالی أَوْحی إِلی إِبْرَاهیمَ أَنِ ابْنِ لی بَیْتاً فِی الأَرْضِ. فَضَاقَ بِهِ ذَرْعاً.

فَأَرْسَلَ [ اللَّهُ ] إِلَیْهِ السَّكینَةَ، وَ هِیَ ریحٌ خَجُوجٌ لَهَا رَأْسٌ، فَاتَّبَعَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ حَتَّی انْتَهَتْ،

ثُمَّ تَطَوَّقَتْ فی مَوْضِعِ الْبَیْتِ تَطَوُّقَ الْحَیَّةِ.

فَبَنی إِبْرَاهیمُ حَتَّی بَلَغَ مَكَانَ الْحَجَرِ، [ فَ ] قَالَ لابْنِهِ: ابْغِنی حَجَراً.

فَالْتَمَسَ حَجَراً حَتَّی أَتَاهُ بِهِ، فَوَجَدَ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ قَدْ رُكِّبَ.

[صفحه 282]

فَقَالَ لأَبیهِ: مِنْ أَیْنَ لَكَ هذَا؟.

قَالَ: جَاءَ بِهِ مَنْ لاَ یَتَّكِلُ عَلی بِنَائِكَ، جَاءَ بِهِ جِبْریلُ مِنَ السَّمَاءِ فَأَتَمَّهُ.

فَمَرَّ عَلَیْهِ الدَّهْرُ فَانْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ.

ثُمَّ انْهَدَمَ فَبَنَتْهُ جُرْهُمُ.

ثُمَّ انْهَدَمَ فَبَنَتْهُ قُرَیْشٌ وَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَوْمَئِذٍ رَجُلٌ شَابٌ.

فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ یَرْفَعُوا الْحَجَرَ الأَسْوَدَ اخْتَصَمُوا فیهِ، فَقَالُوا: نُحَكِّمُ بَیْنَنَا أَوَّلَ رَجُلٍ یَخْرُجُ مِنْ هذِهِ السِّكَّةِ.

فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ عَلَیْهِمْ، فَقَضی بَیْنَهُمْ أَنْ یَجْعَلُوهُ فی مِرْطٍ، ثُمَّ أَمَرَ كُلَّ فَخِذٍ أَنْ یَأْخُذُوا بِطَائِفَةٍ مِنَ الثَّوْبِ. فَرَفَعُوهُ، وَ أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَوَضَعَهُ.

ثم قال علیه السلام:

سَلُونی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونی، فَوَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، لَوْ سَأَلْتُمُونی عَنْ آیَةٍ آیَةٍ فی كِتَابِ اللَّهِ لأَخْبَرْتُكُمْ بِوَقْتِ نُزُولِهَا، فی لَیْلٍ نَزَلَتْ أَوْ فِی نَهَارٍ، وَ فیمَنْ نَزَلَتْ، أَفی مُؤْمِنٍ أَوْ فی مُنَافِقٍ، وَ فی أَیِّ مَكَانٍ نَزَلَتْ، فی سَهْلٍ أَوْ فی جَبَلٍ.

وَ أَنْبَأْتُكُمْ بِنَاسِخِهَا مِنْ مَنْسُوخِهَا، وَ خَاصِّهَا مِنْ عَامِّهَا، وَ مُحْكَمِهَا مِنْ مُتَشَابِهِهَا، وَ مَكِّیِّهَا مِنْ مَدَنِیِّهَا، وَ سَفَرِیِّهَا [ مِنْ ] حَضَرِیِّهَا.

وَ لَئِنْ فَقَدْتُمُونی لاَ یُحَدِّثُكُمْ أَحَدُ حَدیثی.

فقال ابن الكوّاء: أخبرنی یا أمیر المؤمنین عن قول اللّه عزّ و جلّ: هل نُنبِّئكم بالأخسرین أعمالاً الذین ضلّ سعیهم فی الحیاة الدنیا و هم یحسبون أنهم یُحسنون صُنعاً[62] ؟.

فقال علیه السلام:

هُمْ أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ.

ثُم رفع علیه السلام صوته و قال:

یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ، وَ مَا أَهْلُ النَّهْرَوَانِ غَداً مِنْهُمْ بِبَعیدٍ.

فقال: فمن الذین بدّلوا نعمة اللّه كفراً[63] ؟.

[صفحه 283]

فقال علیه السلام:

هُمُ الأَفْجَرَانِ مِنْ قُرَیْشٍ، قَدْ كُفیتُمُوهُمْ یَوْمَ بَدْرٍ[64].

فقال: یا أمیر المؤمنین، أی شی ء أنزل فیك؟.

فقال علیه السلام:

لَوْ لاَ أَنَّكَ سَأَلْتَنی عَلی رُؤُوسِ الْمَلأِ مَا حَدَّثْتُكَ.

أَمَا تَقْرَأُ قَوْلُهُ تَعَالی: أَ فَمَنْ كَانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ[65].

فَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ، وَ أَنَا التَّالی شَاهِدٌ مِنْهُ.

وَ اللَّهِ لأَنْ تَعْلَمُوا مَا خَصَّنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ أَهْلَ الْبَیْتِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا عَلَی الأَرْضِ مِنْ ذَهَبَةٍ حَمْرَاءَ أَوْ فِضَّةٍ بَیْضَاءَ.

فسأله عن قول اللّه تعالی: رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه علیه فمنهم من قضی نحبه و منهم من ینتظر و ما بدّلوا تبدیلاً[66].

فقال علیه السلام:

اَللَّهم اغْفِرْ لی. هذِهِ الآیَةُ نَزَلَتْ فِیَّ وَ فی عَمّی حَمْزَةٍ وَ فِی ابْنِ عَمّی عُبَیْدَةِ بْنِ الْحَارِثِ.

فَأَمَّا عُبَیْدَةُ فَقَضی نَحْبَهُ شَهیداً یَوْمَ بَدْرٍ.

وَ أَمَّا حَمْزَةٌ فَقَضی نَحْبَهُ شَهیداً یَوْمَ أُحُدٍ.

وَ أَمَّا أَنَا فَأَنْتَظِرُ أَشْقَی الأُمَّةِ یَخْضِبُ هذِهِ مِنْ هذِهِ [ و أشار علیه السلام إلی رأسه و لحیته ].

عَهِدَ عَهْداً إِلَیَّ حَبیبی أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

فقال ابن الكوّاء: أخبرنی عن بصیر باللیل و بصیر بالنهار. و عن أعمی باللیل أعمی بالنهار. و عن أعمی باللیل بصیر بالنهار. و عن بصیر باللیل أعمی بالنهار؟.

فقال علیه السلام:

وَیْلَكَ، سَلْ عَمَّا یَعْنیكَ، وَ لاَ تَسْأَلْ عَمَّا لاَ یَعْنیكَ.

فقال ابن الكوّاء: و اللّه إن ما سألتك عنه لیعنینی.

فقال علیه السلام:

[صفحه 284]

وَیْلَكَ، أَمَّا بَصیرٌ بِاللَّیْلِ وَ بَصیرٌ بِالنَّهَارِ، فَهُوَ رَجُلٌ آمَنَ بِالرُّسُلِ وَ الأَوْصِیَاءِ الَّذینَ مَضَوْا،

وَ بِالْكُتُبِ وَ النَّبِیّینَ، وَ آمَنَ بِاللَّهِ وَ نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ أَقَرَّ لی بِالْوِلاَیَةِ، فَأَبْصَرَ فی لَیْلِهِ وَ نَهَارِهِ.

وَ أَمَّا أَعْمی بِاللَّیْلِ وَ أَعْمی بِالنَّهَارِ، فَرَجُلٌ جَحَدَ الأَنْبِیَاءَ وَ الأَوْصِیَاءَ وَ الْكُتُبَ الَّتی مَضَتْ، وَ أَدْرَكَ النَّبِیَّ فَلَمْ یُؤْمِنْ بِهِ، وَ لَمْ یُقِرَّ بِوِلاَیَتی، فَجَحَدَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَبِیَّهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، فَعَمِیَ بِاللَّیْلِ وَ عَمِیَ بِالنَّهَارِ.

وَ أَمَّا بَصیرٌ بِاللَّیْلِ وَ أَعْمی بِالنَّهَارِ، فَرَجُلٌ آمَنَ بِالأَنْبِیَاءِ وَ الْكُتُبِ، وَ جَحَدَ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ أَنْكَرَنی حَقّی، فَأَبْصَرَ بِاللَّیْلِ وَ عَمِیَ بِالنَّهَارِ.

وَ أَمَّا أَعْمی بِاللَّیْلِ وَ بَصیرٌ بِالنَّهَارِ، فَرَجُلٌ جَحَدَ الأَنْبِیَاءَ الَّذینَ مَضَوْا وَ الأَوْصِیَاءَ وَ الْكُتُبَ،

وَ أَدْرَكَ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، فَآمَنَ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ آمَنَ بِإِمَامَتی،

وَ قَبِلَ وِلاَیَتی، فَعَمِیَ بِاللَّیْلِ وَ أَبْصَرَ بِالنَّهَارِ.

وَیْلَكَ یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ، فَنَحْنُ بَنُوا أَبی طَالِبٍ، بِنَا فَتَحَ اللَّهُ الإِسْلاَمَ، وَ بِنَا یَخْتِمُهُ.

فقام إلیه رجل فقال: یا أمیر المؤمنین، أنت بالمكان الذی أنزلك اللّه به و أبوك معذّب فی النار؟.

فقال علیه السلام:

مَهْ، فَضَّ اللَّهُ فَاكَ.

وَ الَّذی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِیّاً، لَوْ شَفَعَ أَبی فی كُلِّ مُذْنِبٍ عَلی وَجْهِ الأَرْضِ لَشَفَّعَهُ اللَّهُ فیهِمْ.

أَبی مُعَذَّبٌ فِی النَّارِ وَ ابْنُهُ قَسیمُ الْجَنَةِ وَ النَّارِ؟.

وَ الَّذی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِیّاً، إِنَّ نُورَ أَبی یَوْمَ الْقِیَامَةِ لَیُطْفِئُ أَنْوَارَ الْخَلاَئِقِ كُلِّهِمْ إِلاَّ خَمْسَةَ أَنْوَارٍ:

نُورَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ نُوری، وَ نُورَ الْحَسَنِ، وَ نُورَ الْحُسَیْنِ، وَ نُورَ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ.

فَإِنَّ نُورَهُ مِنْ نُورِنَا، خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالی قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِأَلْفَیْ عَامٍ.

فقام إلیه رجل آخر فقال: ممّا خلق اللّه الشعیر؟.

فقال علیه السلام:

إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالی أَمَرَ آدَمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنِ ازْرَعْ مِمَّا اخْتَرْتَ لِنَفْسِكَ.

[صفحه 285]

فَقَبَضَ آدَمُ عَلی قَبْضَةٍ، وَ قَبَضَتْ حَوَّاءُ عَلی أُخْری.

فَقَالَ آدَمُ لِحَوَّاءَ: لاَ تَزْرَعی أَنْتِ.

فَلَمْ تَقْبَلْ أَمْرَ آدَمَ.

فَكُلَّمَا زَرَعَ آدَمُ جَاءَ حُنْطَةً، وَ كُلَّمَا زَرَعَتْ حَوَّاءُ جَاءَ شَعیراً.

فقام إلیه رجل آخر فقال: ممّا خلق اللّه تعالی الجزر؟.

فقال علیه السلام:

إِنَّ إِبْرَاهیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ كَانَ لَهُ یَوْماً ضَیْفٌ، وَ لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ مَا یَمُونُ ضَیْفَهُ. فَقَالَ فی نَفْسِهِ:

أَقُومُ إِلی سَقْفی فَأَسْتَخْرِجُ مِنْ جُذُوعِهِ، فَأَبیعُهُ مِنَ النَّجَّارِ فَیَعْمَلْ صَنَماً. فَلَمْ یَفْعَلْ.

وَ خَرَجَ وَ مَعَهُ إِزَارٌ إِلی مَوْضِعٍ وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ. فَجَاءَ مَلَكٌ وَ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ الرَّمْلِ وَ الْحِجَارَةِ،

فَقَبَضَهُ فی إِزَارِ إِبْرَاهیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ حَمَلَهُ إِلی بَیْتِهِ كَهَیْئَةِ رَجُلٍ، فَقَالَ لأَهْلِ إِبْرَاهیمَ: هذَا إِزَارُ إِبْرَاهیمَ فَخُذُوهُ.

فَفَتَحُوا الإِزَارَ، فَإِذَا الرَّمْلُ قَدْ صَارَ ذُرَةً، وَ إِذَا الْحِجَارَةُ الطِّوَالُ قَدْ صَارَتْ جَزَراً، وَ إِذَا الْحِجَارَةُ الْمُدَوَّرَةُ صَارَتْ لِفْتاً.

فقام إلیه سعد بن أبی وقّاص فقال: یا أمیر المؤمنین، أخبرنی كم فی رأسی و لحیتی من طاقة شعر؟.

فقال علیه السلام:

وَ اللَّه لَقَدْ أَعْلَمَنی خَلیلی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَنَّكَ تَسْأَلُنی عَنْ هذَا.

فَوَ اللَّهِ مَا فی رَأْسِكَ شَعْرَةٌ إِلاَّ وَ تَحْتَهَا مَلَكٌ یَلْعَنُكَ، وَ لاَ فی جَسَدِكَ شَعْرَةٌ إِلاَّ وَ فیهَا شَیْطَانٌ یَسْتَفِزُّكَ.

وَ إِنَّ فی بَیْتِكَ لَسَخْلاً یَقْتُلُ الْحُسَیْنَ بْنِ رَسُولِ اللَّهِ. وَ ذَلِكَ مِصْدَاقُ مَا أَخْبَرْتُكَ بِهِ.

وَ لَوْ لاَ أَنَّ الَّذی سَأَلْتَ یَعْسُرُ بُرْهَانُهُ لَأَخْبَرْتُكَ بِهِ، وَ لكِنَّ آیَةَ ذَلِكَ مَا نَبَّأْتُكَ مِنْ لَعْنِكَ وَ سَخْلِكَ الْمَلْعُونِ.

ثم قال علیه السلام:

یَا مَعْشَرَ النَّاسِ، سَلُونی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونی.

سَلُونی عَمَّا شِئْتُمْ، فَإِنَّ عِنْدی عِلْمُ الأَوَّلینَ وَ الآخِرینَ.

سَلُونی عَمَّا یَكُونُ إِلی یَوْمِ الْقِیَامَةِ، وَ عَمَّا كَانَ عَلی عَهْدِ كُلِّ نَبِیٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ.

[صفحه 286]

سَلُونی عَنْ أَسْرَارِ الْغُیُوبِ، فَإِنّی وَارِثُ، عُلُومِ الأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلینَ[67].

فَوَ الَّذی نَفْسی بِیَدِهِ[68]، لاَ تَسْأَلُونی عَنْ شَیْ ءٍ فیمَا بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ السَّاعَةِ، وَ لاَ عَنْ أَرْضٍ مُخْصِبَةٍ وَ لاَ عَنْ أَرْضٍ مُجْدِبَةٍ، وَ لاَ عَنْ[69] فِئَةٍ تَهْدی مِائَةً وَ تُضِلُّ مِائَةً[70]، وَ لاَ عَنْ فِئَةٍ تَبْلُغُ ثَلاَثَمِائَةَ فَمَا فَوْقَهَا مِمَّا بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ السَّاعَةِ[71]، إِلاَّ وَ لَوْ شِئْتُ[72] أَنْبَأْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا، وَ قَائِدِهَا، وَ سَائِقِهَا، وَ مُنَاخِ رِكَابِهَا، وَ مَحَطِّ رِحَالِهَا، وَ مَنْ یُقْتَلْ مِنْ أَهْلِهَا قَتْلاً، وَ مَنْ یَمُوتُ مِنْهُمْ مَوْتاً، وَ بِخَرَابِ الْعَرَصَاتِ عَرْصَةً عَرْصَةً، مَتی تَخْرَبُ، وَ مَتی تَعْمَرُ بَعْدَ خَرَابِهَا إِلی یَوْمِ الْقِیَامَةِ[73].

وَ اللَّهِ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَخْرَجِهِ وَ مَوْلِجِهِ وَ جَمیعِ شَأْنِهِ لَفَعَلْتُ.

وَ لَوْ شِئْتُ لأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا یَأْتی وَ یَكُونُ مِنْ حَوَادِثِ دَهْرِكُمْ، وَ نَوَائِبِ زَمَانِكُمْ، وَ بَلاَیَا أَیَّامِكُمْ،

وَ غَمَرَاتِ سَاعَاتِكُمْ[74]. وَ لكِنْ أَخَافُ أَنْ تَكْفُرُوا فِیَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

أَلاَ وَ إِنّی مُفْضیهِ إِلَی الْخَاصَّةِ مِمَّنْ یُؤْمَنُ ذَلِكَ مِنْهُ، مَخَافَةً عَلَیْكُمْ، وَ نَظَراً لَكُمْ، عِلْماً مِنّی بِمَا هُوَ كَائِنٌ، وَ مَا تَلْقَوْنَ مِنَ الْبَلاَءِ الشَّامِلِ[75].

[صفحه 287]

وَ الَّذی بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، وَ اصْطَفَاهُ عَلَی الْخَلْقِ، مَا أَنْطِقُ إِلاَّ صَادِقاً.

وَ لَقَدْ عَهِدَ إِلَیَّ بِذَلِكَ كُلِّهِ، وَ بِمَهْلِكِ مَنْ یَهْلِكُ، وَ مَنْجی مَنْ یَنْجُو، وَ مَآلِ هذَا الأَمْرِ.

وَ مَا أَبْقی شَیْئاً یَمُرُّ عَلی رَأْسی إِلاَّ أَفْرَغَهُ فی أُذُنی، وَ أَفْضی بِهِ إِلَیَّ.

كَأَنّی بِالْحَجَرِ الأَسْوَدِ مَنْصُوباً هَاهُنَا ( وَ أَشار إلی الساریة التی كان یستند إلیها فی مسجد الكوفة ).

وَیْحَهُمْ، إِنَّ فَضیلَتَهُ لَیْسَتْ فی نَفْسِهِ، بَلْ فی مَوْضِعِهِ وَ أُسِّهِ، یَمْكُثُ هَاهُنَا بُرْهَةً، ثُمَّ هَاهُنَا بُرْهَةً ( و أشار إلی البحرین ) ثُمَّ یَعُودُ إِلی مَأْوَاهُ، وَ أُمِّ مَثْوَاهُ.

اَللَّهُمَّ إِنّی أُشْهِدُكَ وَ أَسْتَعْدی بِكَ عَلَیْهِمْ. وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ.

وَ الْحَمْدُ للَّهِ مُتَّبِعینَ أَمْرَهُ.

فقام إلیه رجل، فقال: حدّثنا یا أمیر المؤمنین عن البلاء.

فقال علیه السلام:[76] أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ فی زَمَانٍ إِذَا سَأَلَ سَائِلٌ فَلْیَعْقِلْ، وَ إِذَا سُئِلَ مَسْؤُولٌ فَلْیَلْبَثْ[77].

إِنَّ اللَّهَ تَعَالی قَدْ أَعَاذَكُمْ مِنْ أَنْ یَجُورَ عَلَیْكُمْ، وَ لَمْ یُعِذْكُمْ مِنْ أَنْ یَبْتَلِیَكُمْ، وَ قَدْ قَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ: إِنَّ فی ذَلِكَ لآیَاتٍ وَ إِنْ كُنَّا لَمُبْتَلینَ[78].

أَلاَ وَ إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أُمُوراً جَلَلاً[79] رُدُحاً، وَ بَلاَءً مُكْلِحاً مُبْلِحاً[80].

وَ الَّذی نَفْسی بِیَدِهِ، أَنْ[81] لَوْ قَدْ فَقَدْتُمُونی، وَ نَزَلَتْ بِكُمْ كَرَائِهُ الأُمُورِ، وَ حَقَائِقُ الْبَلاَءِ[82]،

[صفحه 288]

وَ حَوَازِبُ الْخُطُوبِ، لأَطْرَقَ كَثیرٌ مِنَ السَّائِلینَ، وَ فَشِلَ كَثیرٌ مِنَ الْمَسْؤُولینَ.

وَ ذَلِكَ إِذَا قَلَّصَتْ حَرْبُكُمْ، وَ شَمَّرَتْ عَنْ سَاقٍ[83]، وَ ضَاقَتِ[84] الدُّنْیَا عَلَیْكُمْ ضیقاً، تَسْتَطیلُونَ مَعَهُ أَیَّامَ الْبَلاَءِ عَلَیْكُمْ وَ عَلی أَهْلِ بَیْتی[85]، حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ لِبَقِیَّةِ الأَبْرَارِ مِنْكُمْ.

وَ لَیَكُونَنَّ مَنْ یَخْلُفُنی، [ مِنْ ][86] أَهْلِ بَیْتی، رَجُلٌ یَأْمُرُ بِأَمْرِ اللَّهِ، قَوِیٌّ یَحْكُمُ بِحُكْمِ اللَّهِ.

وَ ذَلِكَ بَعْدَ زَمَانٍ مُكْلِحٍ مُفْضِحٍ، یَشْتَدُّ فیهِ الْبَلاَءُ، وَ یَنْقَطِعُ فیهِ الرَّجَاءُ، وَ یُقْبَلُ فیهِ الرُّشَاءُ.

فَعِنْدَ ذَلِكَ یَبْعَثُ اللَّهُ رَجُلاً مِنْ شَاطِئِ دِجْلَةَ لأَمْرٍ حَزَبَهُ، یَحْمِلُهُ الْحِقْدُ عَلی سَفْكِ الدِّمَاءِ، قَدْ كَانَ فی سِتْرٍ وَ غِطَاءٍ، فَیَقْتُلُ قَوْماً وَ هُوَ عَلَیْهِمْ غَضْبَانٌ، شَدیدُ الْحِقْدِ، حَرَّانٌ، فِی سُنَّةِ بَخْتَنُصَّرَ.

یَسُومُهُمْ خَسْفاً، وَ یَسْقیهِمْ سَوْطَ عَذَابٍ، وَ سَیْفَ دَمَارٍ[87].

ثُمَّ یَكُونُ بَعْدَهُ هَنَاتٌ وَ أُمُورٌ مَشْتَبِهَاتٌ.

أَلاَ مِنْ شَطِّ الْفُرَاتِ إِلَی النَّجَفَاتِ بَابٌ مِنَ الْقَطْقَطَانِیَّاتِ، فی آیَاتٍ وَ آفَاتٍ مَتَوَالِیَاتٍ.

یُحْدِثْنَ شَكّاً بَعْدِ یَقینٍ.

یَقُومُ بَعْدَ حینٍ، یَبْنِی الْمَدَائِنَ، وَ یَفْتَحُ الْخَزَائِنَ، وَ یَجْمَعُ الأُمَمَ.

یَنْفُذُهَا شَخْصَ الْبَصَرِ، وَ طَمْحَ النَّظَرِ، وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ، وَ كُشِفَتِ الْبَالُ، حَتَّی یَری مُقْبِلاً مُدْبِراً.

أَمَا إِنَّهُ لَیَغیبَنَّ حَتَّی یَقُولَ الْجَاهِلُ: مَا للَّهِ فی آلِ مُحَمَّدٍ حَاجَةٌ.

فَیَا لَهْفی عَلی مَا أَعْلَمُ:

رَجَبٌ شَهْرُ ذِكْرٍ، رَمَضَانُ تَمَامُ السِّنینَ، شَوَّالُ فیهِ یُشَالُ أَمْرُ الْقَوْمِ، ذُو الْقِعْدَةِ یَقْتَعِدُونَ فیهِ،

ذُو الْحِجَّةِ الْفَتْحُ مِنْ أَوَّلِ الْعَشْرِ.

أَلاَ إِنَّ الْعَجَبَ كُلَّ الْعَجَبِ بَیْنَ[88] جُمَادی وَ رَجَبٍ، مِنْ جَمْعِ أَشْتَاتٍ، وَ حَصْدِ نَبَاتٍ، وَ مِنْ أَصْوَاتٍ بَعْدَهَا أَصْوَاتٌ، وَ بَعْثِ أَمْوَاتٍ، وَ حَدیثَاتِ هَوْنَاتٍ هَوْنَاتٍ، بَیْنَهُنَّ مَوْتَاتٌ.

[صفحه 289]

رَافِعَةٌ ذَیْلَهَا، دَاعِیَةٌ عَوْلَهَا، مُعْلِنَةٌ قَوْلَهَا، بِدِجْلَةَ أَوْ حَوْلَهَا[89].

ثُمَّ إِنَّكُمْ، مَعْشَرَ الْعَرَبِ، أَغْرَاضُ بَلاَیَا قَدِ اقْتَرَبَتْ، فَاتَّقُوا سَكَرَاتِ النِّعْمَةِ، وَ احْذَرُوا بَوَائِقَ النِّقْمَةِ، وَ تَثَبَّتُوا فی قَتَامِ الْعَشْوَةِ، وَ اعْوِجَاجِ الْفِتْنَةِ، عِنْدَ طُلُوعِ جَنینِهَا، وَ ظُهُورِ كَمینِهَا، وَ انْتِصَابِ قُطْبِهَا وَ مَدَارِ رَحَاهَا.

تَبْدَأُ فی مَدَارِجَ خَفِیَّةٍ، وَ تَؤُولُ إِلی فَظَاعَةٍ جَلِیَّةٍ.

شِبَابُهَا كَشِبَابِ الْغُلاَمِ، وَ آثَارُهَا كَآثَارِ السِّلاَمِ.

یَتَوَارَثُهَا الظَلَمَةُ بِالْعُهُودِ، أَوَّلُهُمْ قَائِدٌ لآخِرِهِمْ، وَ آخِرُهُمْ مُقْتَدٍ بِأَوَّلِهِمْ.

یَتَنَافَسُونَ فی دُنْیَا دَنِیَّةٍ، وَ یَتَكَالَبُونَ عَلی جیفَةٍ مُریحَةٍ.

وَ عَنْ قَلیلٍ یَتَبَرَّأُ التَّابِعُ مِنَ الْمَتْبُوعِ، وَ الْقَائِدُ مِنَ الْمَقُودِ، فَیَتَزَایَلُونَ بِالْبَغْضَاءِ، وَ یَتَلاَعَنُونَ عِنْدَ اللِّقَاءِ.

ثُمَّ یَأْتی بَعْدَ ذَلِكَ طَالِعُ الْفِتْنَةِ الرَّجُوفِ، وَ الْقَاصِمَةِ الزَّحُوفِ، فَتَزیغُ قُلُوبٌ بَعْدَ اسْتِقَامَةٍ،

وَ تَضِلُّ رِجَالٌ بَعْدَ سَلاَمَةٍ، وَ تَخْتَلِفُ الأَهْوَاءُ عِنْدَ هُجُومِهَا، وَ تَلْتَبِسُ الآرَاءُ عِنْدَ نُجُومِهَا.

مَنْ أَشْرَفَ لَهَا قَصَمَتْهُ، وَ مَنْ سَعی فیهَا حَطَمَتْهُ.

یَتَكَادَمُونَ فیهَا تَكَادُمَ الْحُمُرِ فِی الْعَانَةِ.

قَدِ اضْطَرَبَ مَعْقُودُ الْحَبْلِ، وَ عَمِیَ وَجْهُ الأَمْرِ.

تَغیضُ فیهَا الْحِكْمَةُ، وَ تَنْطِقُ فیهَا الظَّلَمَةُ[90]، وَ تَدُقُّ أَهْلَ الْبَدْوِ بِمِسْحَلِهَا، وَ تَرُضُّهُمْ بِكَلْكَلِهَا.

یَضیعُ فی غُبَارِهَا الْوُحْدَانُ، وَ یَهْلِكُ فی طَریقِهَا الرُّكْبَانُ.

تَرِدُ بِمُرِّ الْقَضَاءِ، وَ تَحْلُبُ عَبیطَ الدِّمَاءِ، وَ تَثْلِمُ مَنَارَ الدّینِ، وَ تَنْقُضُ عَقْدَ الْیَقینِ.

یَهْرُبُ مِنْهَا الأَكْیَاسُ، وَ یُدَبِّرُهَا الأَرْجَاسُ.

مِرْعَادٌ مِبْرَاقٌ، كَاشِفَةٌ عَنْ سَاقٍ.

تُقْطَعُ فیهَا الأَرْحَامُ، وَ یُفَارَقُ عَلَیْهَا الإِسْلاَمُ.

[صفحه 290]

بَرِیئُهَا سَقیمٌ، وَ ظَاعِنُهَا مُقیمٌ.

ثم قال علیه السلام:

سَبَقَ الْقَضَاءُ. سَبَقَ الْقَضَاءُ.

فقام إلیه رجل آخر، فقال: یا أمیر المؤمنین أخبرنی عن الفِتَن.

فقال علیه السلام:[91] إِنَّ الْفِتَنَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ، وَ إِذَا أَدْبَرَتْ نَبَّهَتْ[92].

یُنْكَرْنَ مُقْبِلاَتٍ، وَ یُعْرَفْنَ مُدْبِرَاتٍ.

وَ إِنَّ الْفِتَنَ لَهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، وَ إِعْصَارٌ كَإِعْصَارِ الرّیحِ[93]، یَحُمْنَ حَومَ الرِّیَاحِ[94]، یُصِبْنَ بَلَداً، وَ یُخْطِئْنَ بَلَداً.

أَلاَ وَ إِنَّ أَخْوَفَ الْفِتَنِ عِنْدی عَلَیْكُمْ مِنْ بَعْدی[95] فِتْنَةُ بَنی أُمَیَّةَ، فَإِنَّهَا فِتْنَةٌ عَمْیَاءُ صَمَّاءُ،

مُطْبِقَةٌ[96] مُظْلِمَةٌ، عَمَّتْ خُطَّتُهَا[97]، وَ خَصَّتْ بَلِیَّتُهَا، وَ أَصَابَ الْبَلاَءُ مَنْ أَبْصَرَ فیهَا، وَ أَخْطَأَ الْبَلاَءُ مَنْ عَمِیَ عَنْهَا.

یَظْهَرُ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلی أَهْلِ حَقِّهَا حَتَّی یَمْلَأُوا الأَرْضَ بِدَعاً وَ عُدْوَاناً، وَ ظُلْماً وَ جَوْراً.

أَلاَ وَ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ یَكْسِرُ عَمَدَهَا، وَ یَضَعُ جَبَرُوتَهَا، وَ یَنْزِعُ أَوْتَادَهَا، اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمینَ، وَ قَاصِمُ الْجَبَّارینَ[98].

[صفحه 291]

وَ ذَلِكَ زَمَانٌ لاَ یَنْجُوُ فیهِ إِلاَّ كُلُّ عَبْدٍ[99] مُؤْمِنٍ نُوَمَةٍ[100]، إِنْ شَهِدَ لَمْ یُعْرَفْ، وَ إِنْ غَابَ لَمْ یُفْتَقَدْ[101].

أُولئِكَ مَصَابیحُ الْهُدی، وَ أَعْلاَمُ السُّری.

لَیْسُوا بِالْمَسَاییحِ وَ لاَ الْمَذَاییعِ الْبُذُرِ، وَ لاَ بِالْجُفَاةِ الْمُرَائینَ[102].

أُولئِكَ یَفْتَحُ اللَّهُ لَهُمْ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ، وَ یَكْشِفُ عَنْهُمْ ضَرَّاءَ نِقْمَتِهِ، [ وَ ] یُخَلّی عَنْهُمْ كُلَّ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ[103].

أَیُّهَا النَّاسُ، سَیَأْتی عَلَیْكُمْ زَمَانٌ یُكْفَأُ فیهِ الإِسْلاَمُ كَمَا یُكْفَأُ الإِنَاءُ بِمَا فیهِ.

حَتَّی یَظُنَّ الظَّانُّ أَنَّ الدُّنْیَا مَعْقُولَةٌ عَلی بَنی أُمَیَّةَ، تَمْنَحُهُمْ دَرَّهَا، وَ تُورِدُهُمْ صَفْوَهَا،

وَ لاَ یُرْفَعُ[104] عَنْ هذِهِ الأمَّةِ سَوْطُهَا وَ لاَ سَیْفُهَا.

وَ كَذَبَ الظَّانُّ لِذَلِكَ، إِنَّمَا[105] هِیَ مَجَّةٌ مِنْ لَذیذِ الْعَیْشِ یَتَطَعَّمُونَهَا بُرْهَةً، ثُمَّ یَلْفِظُونَهَا جُمْلَةً.

فَأُقْسِمُ ثُمَّ أُقْسِمُ، لَتَنْخَمَنَّهَا أُمَیَّةُ مِنْ بَعْدی كَمَا تُلْفَظُ النُّخَامَةُ، ثُمَّ لاَ تَذُوقُهَا، وَ لاَ تَتَطَعَّمُ بِطَعْمِهَا أَبَداً مَا كَرَّ الْجَدیدَانِ.

أَمَا إِنَّهُ لَمْ یَبْقَ إِلاَّ الزَّمْهَریرُ مِنْ شِتَائِهِمْ، وَ مَا لَهُمْ مِنَ الصَّیْفِ إِلاَّ رَقْدَةٌ.

[صفحه 292]

وَ یَحْبِسُهُمْ وَ مَا تَوَازَرُوا وَ جَمَعُوا عَلی ظُهُورِهِمْ مِنَ الآثَامِ؟.

هَلَكَ حَاطِبُ الْحَطَبِ، وَ حَاصَرَ صَاحِبُ الْقَصَبِ، وَ بَقِیَتِ الْقُلُوبُ تَتَقَلَّبُ، فَمِنْهَا مُشْعَبٌ، وَ مِنْهَا مُجْدِبٌ وَ مُنْصِبٌ، وَ مِنْهَا مُسَیَّبٌ.

أَمَا وَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، لاَ تَرَوْنَ الَّذی تَنْتَظِرُونَ حَتَّی یَهْلِكَ الْمُتَمَنُّونَ، وَ یَضْمَحِلَّ الْمُحِلُّونَ، وَ یَتَثَبَّتَ الْمُؤْمِنُونَ، وَ قَلیلٌ مَّا یَكُونُونَ، ثَلاَثَمِائَةٍ أَوْ یَزیدُونَ.

وَ اللَّهِ وَ اللَّهِ، لاَ تَرَوْنَ الَّذی تَنْتَظِرُونَ، حَتَّی لاَ تَدْعُوا اللَّهَ إِلاَّ إِشَارَةً بِأَیْدیكُمْ، وَ إیمَاضاً بِحَوَاجِبِكُمْ،

وَ حَتَّی لاَ تَمْلِكُونَ مِنَ الأَرْضِ إِلاَّ مَوَاضِعَ أَقْدَامِكُمْ، وَ حَتَّی یَكُونَ مَوْضِعُ سِلاَحِكُمْ عَلی ظُهُورِكُمْ.

فَیَوْمَئِذٍ لاَ یَنْصُرُنِی اللَّهُ إِلاَّ بِمَلاَئِكَتِهِ وَ مَنْ كُتِبَ عَلی قَلْبِهِ الإیمَانُ.

وَ الَّذی نَفْسُ عَلِیٍّ بِیَدِهِ، لاَ تَقُومُ عِصَابَةٌ تَطْلُبُ لی أَوْ لِغَیْری حَقّاً، أَوْ تَدْفَعُ عَنَّا ضَیْماً، إِلاَّ صَرَعَتْهُمُ الْبَلِیَّةُ، حَتَّی تَقُومَ عِصَابَةٌ شَهِدَتْ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بَدْراً، لاَ یُواری قَتیلُهُمْ، وَ لاَ یُدَاری جَریحُهُمْ، وَ لاَ یُنْعَشُ صَریعُهُمْ.

أَلاَ وَ إِنَّكُمْ مُدْرِكُوهَا، فَانْظُرُوا أَقْوَاماً كَانُوا أَصْحَابَ الرَّایَاتٍ یَوْمَ بَدْرٍ وَ یَوْمَ حُنَیْنٍ فَانْصُرُوهُمْ تُنْصَرُوا، وَ تُؤْجَرُوا، وَ تُعْذَرُوا، وَ لاَ تُمَالِئُوا عَلَیْهِمْ عَدُوَّهُمْ فَتَصْرَعُكُمُ الْبَلِیَّةُ، وَ یَحِلُّ بِكُمُ النَّقْمَةُ[106].

وَ أَیْمُ اللَّهِ، لَتَجِدُنَّ بَنی أُمَیَّةَ لَكُمْ أَرْبَابَ سُوءٍ بَعْدی، كَالنَّابِ الضَّرُوسِ، تَعْذِمُ بِفیهَا،

وَ تَخْبِطُ بِیَدِهَا، وَ تَزْبِنُ بِرِجْلِهَا، وَ تَمْنَعُ دَرَّهَا.

مَعَادِنُ كُلِّ خَطیئَةٍ، وَ أَبْوَابُ كُلِّ ضَارِبٍ فی غَمْرَةٍ.

قَدْ مَارُوا فِی الْحَیْرَةِ، وَ ذَهَلُوا فِی السَّكْرَةِ، عَلی سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ.

مِنْ مُنْقَطِعٍ إِلَی الدُّنْیَا رَاكِنٍ، أَوْ مُفَارِقٍ لِلدّینِ مُبَایِنٍ.

وَ أَیْمُ اللَّهِ[107]، لاَ یَزَالُونَ بِكُمْ حَتَّی لاَ یَتْرُكُوا مِنْكُمْ[108] إِلاَّ نَافِعاً لَهُمْ، أَوْ غَیْرَ ضَائِرٍ بِهِمْ.

وَ لاَ یَزَالُ بَلاَؤُهُمْ بِكُمْ[109] حَتَّی لاَ یَكُونَ انْتِصَارُ أَحَدِكُمْ مِنْهُمْ إِلاَّ مِثْلَ انْتِصَارِ[110] الْعَبْدِ مِنْ رَبِّهِ،

[صفحه 293]

إِذَا غَابَ شَتَمَهُ، وَ إِذَا حَضَرَ أَطَاعَهُ[111]، وَ [ كَ ] الصَّاحِبِ مِنْ مُسْتَصْحِبِهِ.

بَیْنَ قَتیلٍ مَطْلُولٍ، وَ خَائِفٍ مُسْتَجیرٍ.

یَخْتِلُونَ[112] بِعَقْدِ الأَیْمَانِ، وَ بِغُرُورِ الإیمَانِ.

وَ طَالَ الأَمَدُ بِهِمْ لِیَسْتَكْمِلُوا الْخِزْیَ، وَ یَسْتَوْجِبُوا الْغِیَرَ.

حَتَّی إِذَا اخْلَوْلَقَ الأَجَلُ، وَ اسْتَرَاحَ قَوْمٌ إِلَی الْفِتَنِ، وَ أَشَالُوا[113] عَنْ لَقَاحِ حَرْبِهِمْ.

لَمْ یَمُنُّوا عَلَی اللَّهِ بِالصَّبْرِ، وَ لَمْ یَسْتَعْظِمُوا بَذْلَ أَنْفُسِهِمْ فِی الْحَقِّ.

حَتَّی إِذَا وَافَقَ وَارِدُ الْقَضَاءِ انْقِطَاعَ مُدَّةِ الْبَلاَءِ، حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلی أَسْیَافِهِمْ، وَ دَانُوا لِرَبِّهِمْ بِأَمْرِ وَاعِظِهِمْ.

فَلاَ تَكُونُوا أَنْصَابَ[114] الْفِتَنِ، وَ أَعْلاَمَ الْبِدَعِ، وَ الْزَمُوا مَا عُقِدَ عَلَیْهِ حَبْلُ الْجَمَاعَةِ، وَ بُنِیَتْ عَلَیْهِ أَرْكَانُ الطَّاعَةِ.

وَ اقْدَمُوا عَلَی اللَّهِ مَظْلُومینَ، وَ لاَ تَقْدَمُوا عَلَیْهِ ظَالِمینَ، [ فَإِنَّ ] یَوْمَ الْعَدْلِ[115] عَلَی الظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ یَوْمِ الْجَوْرِ[116] عَلَی الْمَظْلُومِ.

وَ اتَّقُوا مَدَارِجَ الشَّیْطَانِ، وَ مَهَابِطَ الْعُدْوَانِ، وَ لاَ تُدْخِلُوا بُطُونَكُمْ لُعَقَ الْحَرَامِ، فَإِنَّكُمْ بِعَیْنِ مَنْ حَرَّمَ عَلَیْكُمُ الْمَعْصِیَةَ، وَ سَهَّلَ لَكُمْ[117] سُبُلَ الطَّاعَةِ.

إِلْزَمُوا الأَرْضَ، وَ اصْبِرُوا عَلَی الْبَلاَءِ، وَ لاَ تُحَرِّكُوا بِأَیْدیكُمْ وَ سُیُوفِكُمْ فی هَوی أَلْسِنَتِكُمْ[118].

[صفحه 294]

وَ لاَ تَسْتَعْجِلُوا بِمَا لَمْ یُعَجِّلْهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ[119] لَكُمْ.

فَإِنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلی فِرَاشِهِ وَ هُوَ عَلی مَعْرِفَةِ حَقِّ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ حَقِّ رَسُولِهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ، مَاتَ شَهیداً، وَ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ[120]، وَ اسْتَوْجَبَ ثَوَابَ مَا نَوی مِنْ صَالِحِ عَمَلِهِ، وَ قَامَتِ النِّیَّةُ مَقَامَ إِصْلاَتِهِ لِسَیْفِهِ.

فَإِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ مُدَّةً وَ أَجَلاً لاَ یَعْدُوهُ[121].

فَلاَ تَسْتَعْجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرْصَدٌ، وَ لاَ تَسْتَبْطِئُوا مَا یَجی ءُ بِهِ الْغَدُ، فَكَمْ مِنْ مُسْتَعْجِلٍ بِمَا إِنْ أَدْرَكَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ یُدْرِكْهُ.

وَ مَا أَقْرَبَ الْیَوْمَ مِنْ تَبَاشیرِ غَدٍ.

وَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ[122]، إِنَّ لِبَنی أُمَیَّةَ مِرْوَداً یَجْرُونَ فیهِ، وَ لإِزَالَةُ الْجِبَالِ مِنْ مَكَانِهَا أَهْوَنُ مِنْ إِزَالَةِ مُلْكٍ مُرْجَلٍ، فَ[123] لَوْ قَدِ اخْتَلَفُوا فیمَا بَیْنَهُمْ ثُمَّ كَادَتْهُمُ الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ.

أَلاَ سَتَكُونُونَ مِنْ بَعْدی جَمَاعَةً[124] شَتَّی.

إِنَّ قِبْلَتَكُمْ وَاحِدَةٌ، وَ حَجَّكُمْ وَاحِدٌ، وَ عُمْرَتَكُمْ وَاحِدَةٌ، وَ الْقُلُوبَ مُخْتَلِفَةٌ، یَقْتُلُ هذَا هذَا، وَ هذَا هذَا،

هَرْجاً هَرْجاً[125].

تَرِدُ عَلَیْكُمْ فِتْنَتُهُمْ شَوْهَاءَ[126] مَخْشِیَّةً، وَ فَظْعَاءَ[127] جَاهِلِیَّةً، لَیْسَ فیهَا مَنَارُ هُدیً[128]، وَ لاَ

[صفحه 295]

عَلَمٌ یُری.

حَتَّی تَقُومَ الْحَرْبُ بِكُمْ عَلی سَاقٍ، بَادِیاً نَوَاجِذُهَا، مَمْلُوءَةً أَخْلاَفُهَا، خُلْواً[129] رَضَاعُهَا،

عَلْقَماً عَاقِبَتُهَا.

وَ نَحُنُ، أَهْلُ الْبَیْتِ، مِنْهَا بِمَنْجَاةٍ، وَ لَسْنَا فیهَا بِدُعَاةٍ.

فَ انْظُرُوا أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكُم صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ[130] فَالْزَمُوا سَمْتَهُمْ، وَ اتَّبِعُوا أَثَرَهُمْ، فَلَنْ یُخْرِجُوكُمْ مِنْ هُدیً، وَ لَنْ یُعیدُوكُمْ فی[131] رَدی.

فَإِنْ لَبَدُوا فَالْبُدُوا، وَ إِنْ نَهَضُوا فَانْهَضُوَا، وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ[132] فَانْصُرُوهُمْ تُنْصَرُوا وَ تُعْذَرُوا [ وَ ] تُؤْجَرُوا[133].

وَ لاَ تَسْبِقُوهُمْ فَتَضِلُّوا، [ وَ ] یَصْرَعُكُمُ الْبَلاَءُ، وَ یَشْمَتُ بِكُمُ الأَعْدَاءُ[134]، وَ لاَ تَتَأَخَّرُوا عَنْهُمْ فَتَهْلِكُوا.

فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ یَعْسُوبُ الدّینِ بِذَنَبِهِ، فَیَجْتَمِعُونَ إِلَیْهِ كَمَا یَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَریفِ.

وَ اللَّهِ إِنّی لأَعْرِفُ اسْمَ أَمیرِهِمْ، وَ مُنَاخَ رِكَابِهِمْ[135].

وَ أَیْمُ اللَّهِ، لَوْ فَرَّقُوكُمْ[136] تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ[137] لَجَمَعَكُمُ اللَّهُ لِشَرِّ یَوْمٍ لَهُمْ.

[صفحه 296]

ثُمَّ یُفَرِّجُهَا اللَّهُ تَعَالی عَنْكُمْ كَتَفْریجِ الأَدیمِ مِنْ بَیْتِهِ، بِرَجُلٍ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ[138]، یَعْطِفُ الْهَوی عَلَی الْهُدی إِذَا عَطَفُوا الْهُدی عَلَی الْهَوی، وَ یَعْطِفُ الرَّأْیَ عَلَی الْقُرْآنِ إِذَا عَطَفُوا الْقُرْآنَ عَلَی الرَّأْیِ.

قَدْ لَبِسَ لِلْحِكْمَةِ جُنَّتَهَا[139]، وَ أَخَذَهَا بِجَمیعِ أَدَبِهَا[140]، مِنَ الاِقْبَالِ عَلَیْهَا، وَ الْمَعْرِفَةِ بِهَا،

وَ التَّفَرُّغِ لَهَا، فَهِیَ عِنْدَ نَفْسِهِ ضَالَّتُهُ الَّتی یَطْلُبُهَا، وَ حَاجَتُهُ الَّتی یَسْأَلُ عَنْهَا.

فَهُوَ مُغْتَرِبٌ إِذَا اغْتَرَبَ الإِسْلاَمُ، وَ ضَرَبَ بِعَسیبِ ذَنَبِهِ، وَ أَلْصَقَ الأَرْضَ بِجِرَانِهِ.

بَقِیَّةٌ مِنْ بَقَایَا حُجَّتِهِ، خَلیفَةٌ مِنْ خَلاَئِفِ أَنْبِیَائِهِ.

أَلاَ وَ فی غَدٍ، وَ سَیَأْتی غَدٌ بِمَا لاَ تَعْرِفُونَ، یَأْخُذُ الْوَالی مِنْ غَیْرِهَا عُمَّالَهَا عَلی مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا،

وَ تُخْرِجُ لَهُ الأَرْضُ أَفَالیذَ كَبِدِهَا، وَ تُلْقی إِلَیْهِ سِلْماً مَقَالیدَهَا، فَیُریكُمْ كَیْفَ عَدْلُ السّیرَةِ، وَ یُحْیی مَیِّتَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ.

یَا قَوْمِ، هذَا إِبَّانُ وُرُودِ كُلِّ مَوْعُودٍ، وَ دُنُوٍّ مِنْ طَلْعَةِ مَا لاَ تَعْرِفُونَ.

وَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ،[141] لَتَعْطِفَنَّ الدُّنْیَا عَلَیْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا عَطْفَ الضَّرُوسِ عَلی وَلَدِهَا.

ثم قرأ علیه السلام:

وَ نُریدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوَارِثینَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی الأَرْضِ[142].

أَلاَ وَ إِنَّ مَنْ أَدْرَكَهَا مِنَّا یَسْری فیهَا بِسِرَاجٍ مُنیرٍ، وَ یَحْذُو فیهَا عَلی مِثَالِ الصَّالِحینَ، لِیَحُلَّ

[صفحه 297]

فیهَا رِبْقاً، وَ یُعْتِقَ رِقّاً، وَ یَصْدَعَ شَعْباً، وَ یَشْعَبَ صَدْعاً، فی سُتْرَةٍ عَنِ النَّاسِ، لاَ یُبْصِرُ الْقَائِفُ أَثَرَهُ،

وَ لَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ.

ثُمَّ لَیُشْحَذَنَّ فیهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَیْنِ النَّصْلَ، تُجْلی بِالتَّنْزیلِ أَبْصَارُهُم، وَ یُرْمی بِالتَّفْسیرِ فی مَسَامِعِهِمْ، وَ یُغْبَقُونَ كَأْسَ الْحِكْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ.

أَلاَ إِنَّ مِنَّا قَائِماً عَفیفَةٌ أَحْسَابُهُ، سَادَةٌ أَصْحَابُهُ.

یُنَادی عِنْدَ اصْطِلاَمِ أَعْدَاءِ اللَّهِ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبیهِ فی شَهْرِ رَمَضَانَ ثَلاَثاً، بَعْدَ هَرْجٍ وَ قِتَالٍ،

وَ ضَنْكٍ وَ خَبَالٍ، وَ قِیَامٍ مِنَ الْبَلاَءِ عَلی سَاقٍ.

وَ إِنّی لأَعْلَمُ إِلی مَنْ تُخْرِجُ الأَرْضُ وَدَائِعَهَا، وَ تُسْلِمُ إِلَیْهِ خَزَائِنَهَا.

وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَضْرِبَ بِرِجْلی فَأَقُولَ: اخْرُجی مِنْ هَاهُنَا بیضاً وَ دُرُوعاً.

كَیْفَ أَنْتُمْ یَا ابْنَ هَنَاتٍ، إِذَا كَانَتْ سُیُوفُكُمْ بِأَیْمَانِكُمْ مُصْلَتَاتٍ، ثُمَّ رَمَلْتُمْ رَمَلاَتٍ لَیْلَةَ الْبَیَاتِ؟.

لَیَسْتَخْلِفَنَّ اللَّهُ خَلیفَةً یَثْبُتُ عَلَی الْهُدی، وَ لاَ یَأْخُذُ عَلی حُكْمِهِ الرَّشَا.

إِذَا دَعَا دَعَوَاتٍ بَعیدَاتِ الْمَدی، دَامِغَاتٍ لِلْمُنَافِقینَ، فَارِجَاتٍ عَنِ الْمُؤْمِنینَ.

فَیَا ابْنَ حُرَّةَ[143] الإِمَاءِ، مَتی نَنْتَظِرُ الْبَشیرَ بِنَصْرٍ قَریبٍ، مِنْ رَبِّ رَحیمٍ؟.

أَلاَ فَوَیْلٌ لِلْمُتَكَبِّرینَ عِنْدَ حَصَادِ الْحَاصِدینَ، وَ قَتْلِ الْفَاسِقینَ، عُصَاةِ ذِی الْعَرْشِ الْعَظیمِ.

بِأَبِی ابْنُ حُرَّةِ[144] الإِمَاءِ[145]، یَسُومُهُمْ خَسْفاً، وَ یَسُوقُهُمْ عُنْقاً[146]، وَ یَسْقیهِمْ بِكَأْسٍ مُصَبَّرَةٍ.

لاَ یُعْطیهِمْ إِلاَّ السَّیْفَ، وَ لاَ یُحْلِسُهُمْ إِلاَّ الْخَوْفَ.

یَضَعُ السَّیْفَ عَلی عَاتِقِهِ ثَمَانِیَةَ أَشْهُرٍ فَیَقْتُلُهُمْ هَرْجاً هَرْجاً، حَتَّی یَرْضَی اللَّهُ.

وَ حَتَّی تَقُولَ قُرَیْشٌ: وَ اللَّهِ مَا هذَا مِنْ قُرَیْشٍ، لَوْ كَانَ هذَا مِنْ قُرَیْشٍ وَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ لَرَحِمَنَا.

فَیُغْریهِ اللَّهُ بِبَنی أُمَیَّةَ وَ بَنِی الْعَبَّاسِ فَیَجْعَلُهُمْ تَحْتَ قَدَمَیْهِ، وَ یَطْحَنَهُمْ طَحْنَ الرَّحی، حَتَّی

[صفحه 298]

یَجْعَلَهُمْ حُطَاماً وَ رُفَاتاً، مَلْعُونینَ أَیْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتیلاً سُنَّةَ اللَّهِ فِی الَّذینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدیلاً[147].

فَعِنْدَ ذَلِكَ تَوَدُّ قُرَیْشٌ بِالدُّنْیَا وَ مَا فیهَا لَوْ یَرَوْنَنی[148] مَقَاماً وَاحِداً، وَ لَوْ قَدْرَ حَلْبِ شَاةٍ، أَوْ[149] جَزْرِ جَزُورٍ، لأَقْبَلَ مِنْهُمْ مَا أَطْلُبُ الْیَوْمَ بَعْضَهُ فَلاَ یُعْطُونَنیهِ.

أَلاَ إِنَّ ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ، وَ هُوَ كَائِنٌ عَلی رَغْمِ الرَّاغِمینَ.

وَ أَیْمُ اللَّهِ الأَعَزِّ الأَكْرَمِ، أَنْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ[150]، لَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ: مَا أَكْذَبَ وَ أَرْجَمَ.

وَ لَوِ انْتَقَیْتُ مِنْكُمْ مِائَةً قُلُوبُهُمْ كَالذَّهَبِ، ثُمَّ انْتَخَبْتُ مِنَ الْمِائَةِ عَشَرَةً، ثُمَّ حَدَّثْتُهُمْ حَدیثاً لَیِّناً فینَا أَهْلَ الْبَیْتِ، لاَ أَقُولُ فیهِ إِلاَّ حَقّاً، وَ لاَ أَعْتَمِدُ إِلاَّ صِدْقاً، لَخَرَجُوا وَ هُمْ یَقُولُونَ: عَلِیٌّ مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ.

وَ لَوِ اخْتَرْتُ مِنْ غَیْرِكُمْ عَشَرَةً فَحَدَّثْتُهُمْ فی عَدُوِّنَا وَ أَهْلِ الْبَغْی عَلَیْنَا، أَحَادیثَ كَثیرَةً، لَخَرَجُوا وَ هُمْ یَقُولُونَ: عَلِیٌّ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ.

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمینَ، وَ صَلَوَاتُهُ عَلی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیّینَ وَ آلِهِ وَ أَصْحَابِهِ أَجْمَعینَ[151].


صفحه 260، 261، 262، 263، 264، 265، 266، 267، 268، 269، 270، 271، 272، 273، 274، 275، 276، 277، 278، 279، 280، 281، 282، 283، 284، 285، 286، 287، 288، 289، 290، 291، 292، 293، 294، 295، 296، 297، 298.








    1. خضع. ورد فی
    2. بحبل اللّه. ورد فی هامش نسخة الآملی ص 121.
    3. الحكیم. ورد فی نسخة العام 400 ص 175. و نسخة ابن المؤدب ص 125. و هامش نسخة نصیری ص 80. و نسخة الآملی ص 121. و نسخة الأسترابادی ص 197. و نسخة عبده ص 324. و نسخة الصالح ص 210. و نسخة العطاردی ص 171.
    4. فإنّی. ورد فی متن شرح ابن أبی الحدید ج 7 ص 44. و نسخة الصالح ص 137.
    5. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس ص 156. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 670.
    6. ورد فی
    7. لیجرأ. ورد فی نسخة عبده ص 233. و ورد لیفقأها أحد فی الغارات للثقفی ص 5. و منهاج البراعة ج 7 ص 93.
    8. و لولای. ورد فی الملاحم و الفتن ص 106. و ورد لو لا أنا فی الخصائص ص 79. و كفایة الطالب ص 180. و كنز العمال ج 11 ص 298.
    9. ورد فی السقیفة ص 156. و تاریخ الیعقوبی ج 2 ص 193. و حلیة الأولیاء ج 4 ص 186. و شرح الأخبار ج 2 ص 39. و كفایة الطالب ص 180. و كنز العمال ج 11 ص 298. و شرح ابن أبی الحدید ج 7 ص 57. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 423 و 556 و 558 و 670 و 671. و نهج السعادة ج 2 ص 435 و 437. و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 178. باختلاف بین المصادر.
    10. تعقّبوا. ورد فی نسخة نصیری ص 15.
    11. فظفرت. ورد فی نسخة العطاردی ص 46 عن شرح الراوندی.
    12. ورد فی
    13. للّه. ورد فی نسخة العام 400 ص 46. و نسخة الآملی ص 34. و نسخة الصالح ص 81. و نسخة العطاردی ص 46.
    14. الطور، 21.
    15. ورد فی البحار ج 29 ص 558 عن العدد القویة ص 198 199 ح 19 عن كتاب الإرشاد للصفار. باختلاف.
    16. ورد فی غرر الحكم ج 1 ص 172. و شرح ابن أبی الحدید ج 13 ص 105. و مناقب آل أبی طالب ج 1 ص 347. و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 19. باختلاف یسیر.
    17. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 172. و مناقب آل أبی طالب لابن شهراشوب ج 1 ص 347.
    18. ورد فی المصدرین السابقین.
    19. ورد فی بصائر الدرجات للصفّار ص 43. و البحار للمجلسی ج 2 ص 196.
    20. لا یقرّ به. ورد فی السقیفة ص 69. و الفقرة وردت فی المصدر السابق. و بصائر الدرجات ص 38 و 43. و غرر الحكم ج 1 ص 235. و البحار ج 2 ص 192. باختلاف بین المصادر.
    21. ورد فی السقیفة ص 69. و بصائر الدرجات ص 38 و 43. و غرر الحكم ج 1 ص 235. و شرح ابن أبی الحدید ج 6 ص 128.
    22. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 235.
    23. ورد فی شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید ج 13 ص 106. و كنز العمال للهندی ج 11 ص 280.
    24. الإسلام. ورد فی
    25. تتّكلوا. ورد فی الغارات ص 5. و الإرشاد ص 167. و منهاج البراعة ج 7 ص 93. و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 178. و ورد تبطروا فی خصائص النسائی ص 79. و شرح الأخبار ج 2 ص 59. و نثر الدرّ ج 1 ص 311. و المناقب للخوارزمی ص 185.
    26. ورد فی المصادر السابقة. و السقیفة ص 156. و صحیح البخاری ج 4 ص 244 و ج 6 ص 84 و ص 244 و ج 7 ص 207 و ج 8 ص 47 و ج 9 ص 21 و 22 و 155. و صحیح مسلم ج 3 ص 110 و 111 و 112 و 114 و 115 و 116. و الإرشاد ص 167. و حلیة الأولیاء ج 4 ص 186. و شرح الأخبار ج 2 ص 39 و شرح ابن أبی الحدید ج 7 ص 57. و المناقب للخوارزمی ص 185. و كفایة الطالب ص 176 و 180. و البدایة و النهایة ج 7 ص 301 و 303. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 423 و 558. و كنز العمال ج 11 ص 298.

      و منهاج البراعة ج 7 ص 93. و نهج السعادة ج 2 ص 436 و 438. و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 178. باختلاف بین المصادر.

    27. ورد فی أنساب الأشراف ج 2 ص 146. و شرح الأخبار ج 1 ص 121. و الإرشاد ص 21. تاریخ ابن عساكر ( ترجمة علی بن أبی طالب ) ج 1 ص 62 و 66. و مناقب آل أبی طالب ج 2 ص 9 و 23. و الجوهرة ص 9. و تذكرة الخواص ص 103. و البدایة و النهایة ج 7 ص 338. و ذخائر العقبی ص 58. و كنز العمال ج 13 ص 164. و مصباح البلاغة ج 2 ص 131 و 132 عن مجموعة ورّام.

      باختلاف بین المصادر.

    28. ورد فی تاریخ دمشق لابن عساكر ( ترجمة علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 24. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 622.
    29. ورد فی السقیفة ص 156. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 558. و منهاج البراعة ج 7 ص 93.
    30. ورد فی المصادر السابقة. و شرح ابن أبی الحدید ج 7 ص 57. و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 178.
    31. ما یحبس. ورد فی
    32. أن یخضبها بدم من أعلاها. ورد فی و ورد من فوقها بدم فی الغارات ص 6. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 558. و وردت الفقرة فی المصادر السابقة و المناقب لابن المغازلی ص 195.
    33. ورد فی بصائر الدرجات ص 136 و 137. و شرح الأخبار ج 1 ص 152 و ج 2 ص 311. و ینابیع المودة ص 74. و مقتل الحسین ج 1 ص 44. و الاختصاص ص 235. و الإرشاد ص 23. و خصائص الأئمة ص 55. و غرر الحكم ج 1 ص 438. و تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 31. و مناقب آل أبی طالب ج 2 ص 47. و مناقب الخوارزمی ص 46. و إرشاد القلوب ج 2 ص 374. و تذكرة الخواص ص 25. و شرح ابن أبی الحدید ج 7 ص 57. و الاحتجاج ج 1 ص 258. و الجوهرة ص 74. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 558. و منهاج البراعة ج 7 ص 78 و 93. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 41. و مصباح البلاغة ج 2 ص 135 عن أمالی الصدوق. و نهج البلاغة الثانی ص 60. باختلاف بین المصادر.
    34. التوبة، 40.
    35. الذاریات، 2 4.
    36. الذاریات، 7.
    37. الأعراف، 172.
    38. الأعراف، 172.
    39. البینة، 7.
    40. البقرة، 189.
    41. الأعراف، 46.
    42. المؤمنون، 74.
    43. عبس، 36.
    44. النور، 41.
    45. النور، 41.
    46. ورد فی السقیفة ص 156. و صحیح البخاری ج 6 ص 174. و بصائر الدرجات ص 136 و 196 و 197 و 198 و 199 و 257 و 258 و 341 و 384 و 451. و الغارات ص 103. و أنساب الأشراف ج 2 ص 99. و الكافی ج 1 ص 196 و 197 و 198. و الاختصاص ص 235. و الإرشاد 154. و المواعظ ص 133. و علل الشرائع ص 522 و 574 و 577 و 596. و شرح الأخبار ج 1 ص 121.

      و خصائص الأئمة ص 58 و 87. و مناقب ابن المغازلی ص 237 و 338. و تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی بن أبی طالب ) ج 1 ص 134 و 136 و ج 3 ص 24 و 26. و غرر الحكم ج 1 ص 438 و ج 2 ص 752. و شرح ابن الحدید ج 6 ص 136. و أمالی الطوسی ص 534 و 535. و مناقب الخوارزمی ص 46. و كفایة الطالب ص 71. و الاحتجاج ج 1 ص 227 و 228 و 258 و 259 و 260 و 261. و مختصر البصائر ص 86. و مقتل الحسین ج 1 ص 44. و ینابیع المودة ص 73 و 74. و كتاب ما نزل فی علی ص 25.

      و ذخائر العقبی ص 60. و إرشاد القلوب ج 1 ص 256. و مناقب آل أبی طالب ج 2 ص 42 و 53 و 314 و 381 و ج 3 ص 125 و 272. و الجوهرة ص 64 و 74 و 75. و كفایة الطالب ص 207. و كنز العمال ج 2 ص 565 و ج 13 ص 65. و الدر المنثور ج 6 ص 111. و البحار ج 26 ص 146 و 153 و ج 36 ص 190 و 191 و ج 39 ص 345 و 346 و 350. و ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 553.

      و إسعاف الراغبین ص 177. و منهاج البراعة ج 2 ص 325. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 41. و نهج السعادة ج 2 ص 361 و 632 و ج 7 ص 142. و نهج البلاغة الثانی ص 60. و مصباح البلاغة ج 2 ص 131 عن مجموعة ورّام. باختلاف بین المصادر.

    47. الإسراء، 12.
    48. المعارج، 40.
    49. الرحمن، 17.
    50. المزّمل، 9.
    51. ورد فی الغارات ص 104. و علل الشرائع ص 520 و 596. و مناقب آل أبی طالب ج 3 ص 105. و كنز العمال ج 2 ص 565.

      و الاحتجاج ج 1 ص 229. و 259 و 260. و نهج السعادة ج 2 ص 632.

    52. ورد فی خصائص الأئمة للشریف الرضی ص 89.
    53. النحل، 1 و 2.
    54. القدر، 3 و 4.
    55. النبأ، 38.
    56. سورة ص، 71 و 72.
    57. مریم، 17.
    58. الشعراء، 193، 196.
    59. النحل، 68.
    60. آل عمران، 96.
    61. آل عمران، 97.
    62. الكهف، 103.
    63. إبراهیم، 28.
    64. دعهم لغیّهم، هم قریش. ورد فی الغارات للثقفی ص 105.
    65. هود، 17.
    66. الأحزاب، 23.
    67. ورد فی الغارات ص 104، 107. و بصائر الدرجات ص 30 و 136 و 142 و 198 و 199 و 425 و 453 و 454. و أنساب الأشراف ج 2 ص 99. و البیان و التبیین ج 3 ص 138. و العقد الفرید ج 2 ص 128. و تاریخ الیعقوبی ج 2 ص 209. و شرح الأخبار ج 2 ص 311. و الإرشاد ص 23. و علل الشرائع ص 40 و 320 و 336 و 577 و 595 و 598. و خصائص الأئمة ص 55 و 63 و 89.

      و مناقب ابن المغازلی ص 236. و نثر الدرّ ج 1 ص 274 و 354 و 283. و دستور معالم الحكم ص 112. و تاریخ دمشق ( ترجمة علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 25 و 33. و مناقب آل أبی طالب ج 2 ص 47 و 304 و 426 و ج 3 ص 104 و 216. و إرشاد القلوب ج 2 ص 374. و تذكرة الخواص ص 26 و 303. و ینابیع المودة ص 69 و 99. و الاحتجاج ج 1 ص 228 و 230 و 258 و 259 و 260 و 261. و ذخائر العقبی ص 83. و كفایة الطالب ص 207 و 208. و السیرة النبویة ج 1 ص 273. و كنز العمال ج 2 ص 565 و 566. و البحار ج 10 ص 83 و 84. و منهاج البراعة ج 7 ص 78. و نهج السعادة ج 2 ص 632 و 633. و مصباح البلاغة ج 2 ص 135 و 163 عن أمالی الصدوق. باختلاف بین المصادر.

    68. فو اللّه. ورد فی خصائص الأئمة للرضی ص 62. و الاحتجاج للطبرسی ج 1 ص 261.
    69. ورد فی بصائر الدرجات للصفّار ص 281 و 282. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 439. باختلاف.
    70. فتنة یضلّ فیها مائة، و یهتدی فیها مائة فی خصائص الأئمة ص 62. و الاحتجاج ج 1 ص 261. و ورد فئة تقاتل مائة، أو تهدی مائة فی الملاحم و الفتن لابن طاووس ص 20.
    71. قیام السّاعة. ورد فی السقیفة ص 157. و الفقرة وردت فی المصدر السابق. و الملاحم و الفتن ص 20. باختلاف یسیر.
    72. ورد فی بصائر الدرجات ص 281 و 282. و شرح الأخبار ج 2 ص 290. و كنز العمال ج 11 ص 271. باختلاف یسیر.
    73. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس ص 157. و خصائص الأئمة للرضی ص 62. و الاحتجاج للطبرسی ج 1 ص 261. باختلاف.
    74. ورد فی نهج البلاغة الثانی للحائری ص 60. باختلاف.
    75. ورد فی المصدر السابق.
    76. ورد فی السقیفة ص 157. و الغارات ص 6. و شرح ابن أبی الحدید ج 10 ص 14. و البحار ( مجلد قدیم ) ص 558. و منهاج البراعة ج 7 ص 93. و نهج السعادة ج 2 ص 440. باختلاف بین المصادر.
    77. ورد فی السقیفة ص 157. و الغارات ص 6. و شرح الأخبار ج 2 ص 39. و دستور معالم الحكم ص 97. و البحار ( مجلد قدیم ) ص 558. و منهاج البراعة ج 7 ص 93. و نهج السعادة ج 2 ص 440. باختلاف. و ورد فلیثبت فی شرح الأخبار ج 2 ص 39.
    78. المؤمنون، 30.
    79. متماحلة. ورد فی مناقب آل أبی طالب لابن شهر اشوب ج 2 ص 308. و كنز العمال للهندی ج 11 ص 281.
    80. ورد فی المصدرین السابقین. و السقیفة ص 157. و الغارات ص 6. و دستور معالم الحكم ص 127. و البحار ( مجلد قدیم ) ص 558. و منهاج البراعة ج 7 ص 93. و نهج السعادة ج 2 ص 440. باختلاف.
    81. ورد فی
    82. ورد فی السقیفة ص 157. و الغارات ص 7. و دستور معالم الحكم ص 97. و البحار ( مجلد قدیم ) ص 558. و منهاج البراعة ج 7 ص 93. و نهج السعادة ج 2 ص 440. باختلاف یسیر.
    83. و نصلت عن ناب. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس ص 157.
    84. و كانت. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 73. و نسخة نصیری ص 45. و هامش نسخة الآملی ص 71. و نسخة الأسترابادی ص 114.
    85. ورد فی الغارات للثقفی ص 7. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ص 558. و منهاج البراعة للخوئی ج 7 ص 93.
    86. فی. ورد فی كنز العمال للهندی ج 14 ص 594.
    87. هكذا ورد فی منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل، و مع اختلاف یسیر ورد فی كنز العمال الطبعة الخامسة 1985 میلادیة. منشورات مؤسسة الرسالة بیروت.
    88. بعد. ورد فی كنز العمال للهندی ج 14 ص 595.
    89. ورد فی كنز العمال للهندی ج 14 ص 595. و إثبات الوصیة للمسعودی ص 278. باختلاف بین المصدرین.
    90. تطبق فیها الظّلمة. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 176. و نسخة نصیری ص 81.
    91. ورد فی السقیفة ص 158. و البحار ( مجلد قدیم ) ص 558. و منهاج البراعة ج 7 ص 93. و نهج السعادة ج 2 ص 441.

      باختلاف بین المصادر.

    92. أسفرت. ورد فی المصادر السابقة. و شرح الأخبار للتمیمی ج 2 ص 40.
    93. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس ص 158. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ص 558.
    94. كالرّیاح. ورد فی الغارات ص 7. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 558. و منهاج البراعة ج 7 ص 93.
    95. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس ص 158.
    96. ورد فی المصدر السابق. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 558. و ورد مطیّنة فی الغارات ص 7. و البحار ( مجلد قدیم ج 8 ص 558. و منهاج البراعة ج 7 ص 93. و ورد مطمّة مطنبة فی هامش الغارات ص 7.
    97. رزیّتها. ورد فی شرح الأخبار للتمیمی ج 2 ص 40.
    98. ورد فی السقیفة ص 158. و الغارات ص 8. و شرح الأخبار ج 2 ص 40. و شرح ابن أبی الحدید ج 7 ص 58. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 558. و منهاج البراعة ج 7 ص 94. و نهج السعادة ج 2 ص 442. باختلاف بین المصادر.
    99. ورد فی تاریخ دمشق ( ترجمة علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 258. و كنز العمال ج 3 ص 707. و نهج السعادة ج 3 ص 309.
    100. منبت. ورد فی كنز العمال للهندی ج 10 ص 256.
    101. عرف النّاس و لم یعرفه النّاس. ورد فی تاریخ دمشق ( ترجمة علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 258. و تذكرة الخواص ص 129. و كنز العمال ج 3 ص 707. و نهج السعادة ج 3 ص 309. باختلاف بین المصادر.
    102. ورد فی تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 259. و تذكرة الخواص ص 129. و كنز العمال ج 3 ص 707.

      و نهج السعادة ج 3 ص 309. باختلاف بین المصادر.

    103. ورد فی تاریخ الیعقوبی ج 2 ص 209. و الغارات ص 104، 107. و علل الشرائع ص 40 و 574 و 594، 598. و خصائص الأئمة ص 55 و 63 و 89. و مناقب ابن المغازلی ص 236. و تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 258. و تذكرة الخواص ص 129. و ینابیع المودة ص 69 و 99. و الاحتجاج ج 1 ص 228 و 230 و 259 و 260 و 261. و كنز العمال ج 2 ص 565 و 566. و البحار ج 10 ص 83 و 84. و نهج السعادة ج 2 ص 632 و 633. باختلاف بین المصادر.
    104. لا ترفع. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 82. و نسخة الأسترابادی ص 91.
    105. بل. ورد فی نسخة العام 400 ص 82. و نسخة ابن المؤدب ص 59. و نسخة نصیری ص 35. و نسخة الآملی ص 58.

      و نسخة ابن أبی المحاسن ص 86. و متن منهاج البراعة ج 6 ص 237. و نسخة عبده ص 207. و نسخة الصالح ص 120 و نسخة العطاردی ص 86.

    106. ورد فی الغارات ص 7. و الغیبة للنعمانی ص 196. و كنز العمال ج 14 ص 593. و شرح ابن أبی الحدید ج 6 ص 382. و ج 7 ص 58. و منهاج البراعة ج 7 ص 93. و نهج السعادة ج 1 ص 233. و ج 2 ص 441. و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 133.
    107. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس ص 158.
    108. لا یتركوا فی مصركم. ورد فی الغارات ص 8. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 558. و منهاج البراعة ج 7 ص 94.
    109. ورد فی المصادر السابقة. و شرح الأخبار للتمیمی ج 2 ص 40. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 443.
    110. كانتصار. ورد فی نسخة العام 400 ص 102. و متن شرح ابن أبی الحدید ( طبعة دار الأندلس ) ج 2 ص 174.
    111. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس ص 158. و شرح الأخبار للتمیمی ج 2 ص 40. باختلاف یسیر.
    112. یختلون. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 177. و نسخة ابن المؤدب ص 126. و نسخة نصیری ص 81. و نسخة الآملی ص 122. و نسخة الأسترابادی ص 199. و نسخة عبده ص 326.
    113. اشتالوا. ورد فی نسخة العام 400 ص 174. و نسخة ابن المؤدب ص 124. و نسخة نصیری ص 80. و نسخة الآملی ص 120. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 174. و نسخة الأسترابادی ص 196. و نسخة العطاردی ص 170.
    114. أنصار. ورد فی هامش نسخة نصیری ص 81. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 176.
    115. المظلوم. ورد فی نسخ النهج.
    116. الظّالم. ورد فی نسخ النهج.
    117. علیكم. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 177.
    118. هوی أنفسكم. ورد فی نسخة نصیری ص 115.
    119. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 2 ص 806.
    120. ورد فی المصدر السابق ص 709.
    121. ورد فی المصدر السابق.
    122. ورد فی
    123. ورد فی كنز العمال للهندی ج 11 ص 259.
    124. جمّاع. ورد فی الغارات للثقفی ص 8. و منهاج البراعة للخوئی ج 7 ص 94.
    125. ورد فی السقیفة 158. و الغارات ص 8. و شرح الأخبار ج 2 ص 40. و نهج السعادة ج 2 ص 444. باختلاف یسیر.
    126. شوها. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 74. و نسخة نصیری ص 45.
    127. قطعا. ورد فی المصدرین السابقین. و نسخة العام 400 ص 102. و هامش نسخة الآملی ص 72. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 105. و نسخة عبده ص 235. و نسخة الصالح ص 132. و ورد طغام فی السقیفة لسلیم بن قیس 158.
    128. منار هدی. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 102. و نسخة نصیری ص 45.
    129. حلوا. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 114. و نسخة نصیری ص 74. و نسخة الآملی ص 111. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 161. و نسخة عبده ص 308. و نسخة الصالح ص 195.
    130. ورد فی
    131. لن یدعوكم إلی. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس 159.
    132. استصرخوكم. ورد فی الغارات للثقفی ص 8. و منهاج البراعة للخوئی ج 7 ص 94.
    133. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس 159. و الغارات للثقفی ص 9. و منهاج البراعة للخوئی ج 7 ص 94. باختلاف یسیر
    134. ورد فی المصادر السابقة. باختلاف یسیر.
    135. ورد فی و منهاج البراعة للخوئی ج 7 ص 94. باختلاف.
    136. شرّدوكم. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس ص 158.
    137. تحت كلّ حجر. ورد فی الغارات للثقفی ص 8. و منهاج البراعة للخوئی ج 7 ص 94.
    138. بمن. ورد فی نسخ النهج، و الفقرة المضافة وردت فی السقیفة ص 159. و الغارات ص 9. و شرح الأخبار ج 2 ص 41.

      و شرح ابن أبی الحدید ج 7 ص 58. و منهاج البراعة ج 7 ص 94. و نهج السعادة ج 2 ص 444.

    139. جبّتها. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 229.
    140. آدابها. ورد فی المصدر السابق. و هامش نسخة الأسترابادی ص 261.
    141. ورد فی مصادر نهج البلاغة للخطیب ج 4 ص 171 عن مجمع البیان للطبرسی.
    142. القصص، 5 و 6. و فقرة الآیة الثانیة وردت فی خصائص الأئمة للرضی ص 70.
    143. خیرة. ورد فی الغارات ص 9. و الغیبة ص 229. و منهاج البراعة ج 7 ص 94. و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 497 عن صفین للمدائنی.
    144. خیرة. ورد فی المصادر السابقة. و شرح الأخبار للتمیمی ج 2 ص 41. باختلاف یسیر.
    145. ورد فی المصادر السابقة. و السقیفة ص 159. و شرح ابن أبی الحدید ج 7 ص 58. و كنز العمال ج 14 ص 595. و نهج السعادة ج 2 ص 445. باختلاف بین المصادر.
    146. عنقا. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 102. و نسخة الآملی ص 72.
    147. الأحزاب، 61. و وردت الفقرات فی السقیفة ص 159. و الغارات ص 9. و شرح الأخبار ج 3 ص 372. و كنز العمال ج 14 ص 589. و شرح ابن أبی الحدید ج 7 ص 58. باختلاف بین المصادر.
    148. یرونی. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 102. و نسخة نصیری ص 45. و نسخة الآملی ص 72. و نسخة العطاردی ص 103 عن نسخة موجودة فی مكتبة مدرسة نواب فی مدینة مشهد، و عن شرح الراوندی.
    149. ورد فی الغارات للثقفی ص 9.
    150. بما سمعت من فم أبی القاسم صلّی اللّه علیه و آله و سلّم لخرجتم من عندی و تقولون أنّ علیّا من أكذب الكذّابین و أفسق الفاسقین. ورد فی ینابیع المودة للقندوزی ص 403.
    151. ورد فی كنز العمال للهندی ج 14 ص 592 و 595. و مصادر نهج البلاغة للخطیب ج 2 ص 497 عن صفین للمدائنی.